"لقد انتُقدت بأنني متشائمٌ أكثر مما يجب ولعدم تقديمي لبدائل. حسناً، دعوني أقول بصراحة شديدة: البديل الوحيد لما لدينا الآن هو اهتمام جاد بمعنى الكلمات، وإيمان حقيقي بحقنا في قضيتنا، ونهاية لحكم القيادة الحالية".
إدوارد سعيد.
( 1 نوفمبر 1935 - 24 سبتمبر 2003) https://t.co/qCP4Ncpt7j
التشاؤم وعدم تقديم بديل عملي (أو بعبارات أخرى: تجاهل الواقع ومناقشة الأمور أكاديمياً وفلسفياً) تهم كثيراً ما كانت توجه لإدوارد سعيد. ولكنها تبدو لي، كما كانت تبدو لإدوارد، تهماً غير سليمة.
فلنأخذ تهمة "الواقع" مثلاً: أنت تتجاهل الواقع، هذه حساسية أو صوابية سياسية، إلخ.
إدوارد كان مُصيباً حين وصف مثل هذا النقد والحديث عن إيجاد حلول عملية وما نحو ذلك بأنه تهرب من الواقع لا العكس، حيث يقول: "بالنسبة لي فإن هذا ببساطة يتفادى النقطة الأساسية، وهي أن هذا "الواقع" يجب أن يُحسَّن ويُغيَّر، لا أن يُتأقلم معه."
وهذا التغير كيف سيبدأ بدون المعنى؟
وأعلم أن استخدام كلمة "المعنى" هنا يبدو أن يُلقي بنا في ساحة الفلسفة المجردة، لكن دعونا نأخذ أمثلة.
ما معنى الإنجازات في دولنا المدمرة؟
كل شيء تفعله الحكومات والقيادات أصبح إنجازاً عظيماً، ولو كان افتتاح مصعد في بناية أو إلقاء خطاب أو العطس! فهل هذا معنى الإنجازات والانتصارات؟
اللغة فقدت معانها، الحكومات تتحدث عن انتصارات وإنجازات والشعوب إما لم تعد تستطيع تمييز الواقع من الخيال في هذه اللغة أو أنها اكتسبت مناعة ضد هذا الهراء، وفي الحالتين فالأمر خطير:
"اللغة لم تعد تعني أي شيء بالنسبة لطاغية يتباهى ببناء المطارات ويُصر على أن يُقارن بعمر بن الخطاب".