هل كانت أفعال النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة تُعتبر سنّة؟

التعليقات · 0 مشاهدات

في حين يُحتفى بالأحداث مثل زواج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها باعتبارها لحظات مهمة في حياته الشخصية، إلا أن هذه الفعاليات وغير

في حين يُحتفى بالأحداث مثل زواج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها باعتبارها لحظات مهمة في حياته الشخصية، إلا أن هذه الفعاليات وغيرها مما قام به نبينا قبل البعثة ليست ملزمة للمسلمين كنُّصوص دينية. فالسنّة التشريعية -أي الأمور المشروعة دينياً والتي يجب علينا اتباعها- هي تلك التي شرعها رسولنا بعد الوحي والنبوة. لذلك، لا نواظِب على أعمال معينة فقط لأن رسول الله قد مارسها قبيل بعثته، إلا إذا ثبت مشروعيتها عبر الحديث الشريف أو القرآن الكريم بعد ذلك التاريخ.

على سبيل المثال، يمكن اعتبار وفاؤه بالعهد، مساعدة المحتاجين, استقبال الضيافة وعيش قيم العدالة أثناء حكمه لبني هاشم أمثلة على التصرفات التي تعكس مبادئه الأخلاقية وتعزى إليه رغم كونها حدثت قبل الدعوة الإسلامية الرسمية؛ وذلك لأن رسوله لاحقاً جعل منها قوانين للإرشاد والتوجيه الديني. وبالتالي، يجدر بنا تقليد تصرفاته فيما يتعلق بتلك القضايا نظراً لتكريس الدين لها رسميًا عقب ظهور الاسلام.

من الجدير بالملاحظة أيضا، أن العلماء والفقهيين لديهم آراء مختلفة حول تحديد ما يشمل تحت مظلة 'السنة'. بينما يستخدم البعض مصطلح 'السنه' بشكل واسع ليضم أي فعل أو أقوال بشرط وروده من الرسول صلح الله عليه وسلمه سواء خلال الفترة المبكرة من حياة النبي أو لاحقا، هناك آخرون يفضلون التركيز فقط على الأعمال والأقوال المكتسبة لقيمة قانونية داخل المجتمع الإسلامي حسب التقاليد المقدسة. وفي نهاية المطاف يبقى الأمر متعلقا بمناقشة علمية وفلسفية تتطلب فهماً عميقاً لنطاق ومغزى كلمة "السنة" ضمن السياقات المختلفة للتاريخ الإسلامي والعقيدة الإسلامية العامة.

وفي العموم، يعد فهم طبيعة السنّة الفرق بين حركات الحياة الطبيعية والحياة المؤمنة بالنسبة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ذو أهمية كبيرة لفهم أفضل لاتجاه وتطور العقيدة الإسلامية خلال القرن السابع الميلادي.

التعليقات