- صاحب المنشور: ريانة بن توبة
ملخص النقاش:
لقد أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة في طريقة تفاعلنا مع بعضنا البعض وعرضت مجموعة واسعة من الفوائد. ولكنها أدت أيضًا إلى ظهور تحديات جديدة، خاصة فيما يتعلق بصحة الشباب النفسية والعقلية. لقد شهدنا زيادة كبيرة في معدلات القلق والاكتئاب بين الشباب الذين يقضون ساعات طويلة يوميًا عبر الإنترنت ومستخدمي هذه المنصات باستمرار. العديد من الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة ارتباط قوية بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي والأثر السلبي المحتمل على رفاهية الصحة العقلية لدى فئة العمر الشابة.
الأسباب الرئيسية للأثر السلبي:
- مقارنة الأقران: تُظهر منصات مثل Instagram وSnapchat حياة الأشخاص وكأنها مثالية ومتكاملة دائمة الإشراق والسعادة. هذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالغيرة والتدني الذاتي عندما يدرك المستخدمون مدى اختلاف واقعهم عما يرونه عبر الشاشة.
- التواصل الرقمي مقابل الواقع الحقيقي: غالبًا ما تكون المحادثات عبر الإنترنت غير شخصية ويمكن الرد عليها بطريقة مختلفة تماماً مما لو كانت شخصياً. قد يؤدي ذلك إلى سوء فهم وتوتر وإرباك اجتماعي حقيقي لاحقا عند محاولة التعامل وجهًا لوجه.
- الإفراط في استخدام الهاتف الجوال: إن التواجد المستمر أمام الشاشات له تأثير سلبي معروف على النوم والمزاج العام للفرد. عدم الحصول على قدر كافٍ من الراحة والنوم الجيد يساهم بشكل كبير في التقلبات المزاجية والإرهاق العقلي الذي يعاني منه الكثيرون حاليا بسبب الاعتماد الكبير على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية .
- الانتقاد الإلكتروني والدعابة الضارة: أصبح التنمر عبر الإنترنت ظاهرة شائعة حيث يوجد عدد هائل من الأفراد الذين يستخدمون مواقع الانترنت للتعبير عن آرائهم وآراء الآخرين بطرق سلبية وغير محترمة تجاه أشخاص آخرين معرضين لهم للإساءة والتهكم تحت ستار حرية التعبير. وهذا يشكل مصدر توتر نفسي خطير لمن ضحية لهذا النوع من التصرف الخاطىء الأخلاقي والمعنوي باستخدام تكنولوجيا الاتصال المتاحة اليوم.
وللتخفيف من الآثار السلبية لهذه الوسيلة الجديدة والحفاظ على صحتهم النفسية، ينبغي تشجيع الشباب لاستراتيجيات تعزيز الصحة العقلية المناسبة والتي تتضمن: وضع جداول زمنية للاستخدام المعتدل لتطبيقات الشبكات الاجتماعية، اختيار نوعيتها بحذر، بناء مجتمع واقعي قوي يدعم العلاقات الصحية خارج نطاق العالم الافتراضي ، تعلم مهارات التأمل الذاتي والقدرة على مواجهة المواقف الصعبة بلا اعتماد مستمرعلى ردود فعل الغير افتراضيين المطمئنة دائمًا , وفي النهاية اللجوء للمساعدة المهنية إذا شعروا بأن الأمور خرجت عن السيطرة أو تؤدي إلي تأثيرات جسديه واضحه كاضطراب نظم القلب مثلاً .. وذلك كلّه بهدف تحقيق توازن أفضل بين عالم رقمي جذاب وبنية نفسية متينة قادرة علي مقاومة مشاكل الصحه النفسيه المرتبطة بهذا المجال الجديد نسبيا وتعريض نفسه لمزيد من الخطأ البشري نتيجة لذلك .