• صاحب المنشور: عزيز الدين الرفاعي
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد الاستخدام العالمي للتكنولوجيا والمنتجات الرقمية، برزت مشكلة كبيرة وهي إدارة وإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية. هذه القضية ليست مجرد عائق بيئي، بل هي فرصة عظيمة للابتكار والاستثمار الأخضر. وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، يتم إنتاج أكثر من 50 مليون طن من النفايات الإلكترونية سنوياً، مع معدل إعادة التدوير الذي يبلغ حوالي 20٪ فقط عالمياً. هذا يعني وجود كمية هائلة غير مستغلة يمكن استخلاصها منها مواد ثمينة مثل الذهب والنحاس والألومنيوم والمعادن النادرة الأخرى ذات القيمة العالية.

تشكل المخلفات الإلكترونية تحديات متعددة تتطلب حلولاً فعالة ومستدامة. أولاً، يتعين على الحكومات وضع سياسات تشجع على إعادة التدوير الصحيحة لهذه الأنواع من النفايات لمنع التخلص الخطير منها بطرق تقليدية قد تؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية. ثانياً، ينبغي تطوير تقنيات جديدة وأكثر كفاءة لإعادة استخدام المواد الخام من الأجهزة القديمة، مما يشمل البحث والتطوير المتقدم في مجال تكنولوجيا الفصل واستخراج المعادن بدون استخدام الزئبق أو المركبات الكيميائية الضارة. بالإضافة لذلك، يجب تعزيز الوعي العام حول أهمية فرز وتجميع المخلفات الكهربائية والإلكترونية في نقاط جمع خاصة بها قبل نقلها إلى مراكز الاحترافية لإعادة التصنيع والتدوير المسؤول عنها.

ومن ناحية أخرى، هناك فرص ضخمة لاستفادة المجتمعات والصناعات المحلية إذا تم تحويل المخلفات الإلكترونية لمورد قيم عبر عملية الإنتاج الدائري. يمكن للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم الاستفادة من الأسواق الناشئة لبيع المنتجات المصنوعة جزئياً أو بالكامل باستخدام مواد مُعيد تصنيعها مثل البلاستيك والبلاستيك الحراري وغيرها من المنتجات الثانوية الثمينة التي تستخرج أثناء عمليات إعادة التدوير. كما توفر إعادة التدوير الخضراء فرص عمل جديدة وتقلل من الاعتماد السلبي للدول الفقيرة على صادرات شحن نفايتها خارج حدودها الوطنية حيث غالباً لاتوجد بنى تحتية مناسبة لأعمال التشغيل الآمن لها داخل نفس البلد المصدر الأولي للنفايات نفسها.

في المجمل، فإن التعامل مع مخزون الهواتف المحمولة والشاشات الطرفيه وباقي معدات الاتصال الحديثة باعتبارهم محفظة قابله للإدارة بعناية وليس مصدر للأذى البيئي يعد خطوة ضرورية نحو مجتمع مستقبل أفضل واقتصاده أكثر أخلاقيه وشمولا اجتماعيا أكبر ضمن مختلف الفئات العمرية والجغرافيه المختلفه .