- صاحب المنشور: مريم بن الشيخ
ملخص النقاش:
مع تزايد الضغوط السكانية وتغير المناخ، تواجه البشرية تحدياً كبيراً يتمثل في ضمان الأمن المائي. هذا التقرير يسلط الضوء على الأزمات الحالية المتعلقة بالموارد المائية ويستكشف الحلول المحتملة لضمان الاستدامة للمستقبل.
أزمة المياه العالمية: الواقع الحالي
ندرة المياه:
تشهد العديد من المناطق حول العالم نقصاً حاداً في مواردها المائية بسبب مجموعة متنوعة من العوامل. بعض هذه العوامل تشمل الزيادة السكانية غير المنظمة، والتغيرات المناخية التي تؤثر على مستويات الأمطار والثلوج الذائبة، بالإضافة إلى سوء إدارة الموارد المائية. وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، يعيش أكثر من ملياري شخص حاليا في مناطق تعاني من شح شديد في المياه الجوفية أو سطحية.
التحضر والسكان:
العلاقة بين التحضر والنقص في المياه هي علاقة جدلية. بينما يجذب المدن الناس بحثاً عن فرص العمل وتحسين ظروف المعيشة، فإن ذلك يؤدي أيضاً إلى زيادة الطلب على المياه بشكل متسارع. بالإضافة لذلك، غالباً ما تكون البنية الأساسية لإدارة المياه غير قادرة على مواكبة هذه الاحتياجات الجديدة مما يقود إلى مشكلات مثل فقدان مياه الشرب وفوائض صرف نظيف وغير نظيف.
تأثيرات تغير المناخ:
تغير المناخ يلعب دوراً رئيسياً في تقلص كميات المياه المتاحة للاستخدام الآدمي. يمكننا رؤية هذا التأثير جلياً عبر تقلبات أنماط هطول الأمطار، ارتفاع درجات الحرارة الذي يتسبب بفقد المزيد من المياه عبر عملية التبخّر، وانحسار الثلوج والقمم الجليدية. كل تلك العوامل مجتمعة قد تؤدي إلى حالات قلة الأمطار والجفاف الخطيرة خاصة خلال موسم الرياح الموسمية كما حدث مؤخراً في الهند وبنغلادش والصين حيث أدى الجفاف الناجم عن ظاهرة إلنينو إلى انعدام توافر مياه الشرب والمياه لأغراض الرعي وزراعة المحاصيل التقليدية مما خلق حالة كارثية للأسر الصغيرة هناك والتي تعتمد بشكل كبير ومتكامل على الزراعة اليدوية لإعالة نفسها.
الحلول الممكنة:
على الرغم من كون الوضع صعباً للغاية إلا أنه يوجد عدة حلول محتملة تستطيع المساعدة في معالجة قضية الندرة المائية وضمان استمرارية توفر الماء العذب للجميع حتى عام ٢٠٥٠ وما بعده :
تحسين الكفاءة في استخدام المياه :
يتطلب الأمر إجراء تعديلات ذات طابع تكنولوجي وأخرى تتعلق بتعليم الأشخاص لاستيعاب أهمية عدم الإفراط باستخدام المياه . يمكن تحقيق ذلك من خلال اعتماد تقنيات ري مبتكرة واستخدام مواد بناء صديقة للبيئة واحتواء تصاميم المباني الحديثة لها نظام لصرف الصحي وإعادة تدوير مياه المجارير لتحقيق هدف "الموارد الدائرية". ففي دبي مثلاً ، يستخدم مشروع إعادة تدوير مياه الصرف الصحي بنسبة ١٠٪ فقط مقارنة بنظام سابق كان يستهلك حوالي ٣٧٫٥٪ . وهذا مجرد مثال واحد للدولة الإمارات العربية المتحدة التي تسعى بقوة نحو تحقيق الاستقلالية الذاتية فيما يتعلق بإنتاج الغذاء وطاقته الخاصة وقضايا أخرى مرتبطة بالاستدامة البيئية عامة وشأن خاص بها وهو الأمن المائي تحديدًا. ومن ضمن الحلول المقترحة أيضًا رفع مستوى وعيه لدى أفراد المجتمع حول مسؤولياتهم الفردية تجاه ترشيد استهلاكهم اليومي من الماء وبالتالي تخفيف الاعتماد السلبي عليهم وعلى دورة حياة مصبات محطات توليد الطاقة الكهربائية ومزاول الأعمال التجارية الأخرى القائمة أساسياً على حقّل تطويرائي هائلا لمختلف القطاعات الانتاجية داخل البلاد وخارج حدود بلدان المنطقة الخليج العربي الواسع ولذلك أيضا ينبغي دعم المشروعات الحكومية والشركات المحلية المؤيدة لقضية الحدّ التدريجي للاستعمال المرتفع لكميات كبيرة نسبيا لكافة انواع المنت