• صاحب المنشور: كوثر الدكالي
  
  ملخص النقاش:
  في عصرنا الحالي، أصبح الانخراط في العالم الرقمي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فمن وسائل التواصل الاجتماعي إلى الأجهزة الذكية، تأثرت جوانب عديدة من روتيننا اليومي بالتطورات التقنية. ومع ذلك، بينما تكشف هذه الثورة التكنولوجية عن العديد من الفوائد مثل زيادة الكفاءة والاتصال العالمي، إلا أنها تعرضت أيضًا لانتقادات بسبب تأثيرها المحتمل على صحتنا النفسية. سنتناول هنا بعض الجوانب الرئيسية لهذا التأثير ومحاولة تقديم نظرة متزنة لهذه القضية الشائكة.

الفوائد المحتملة للتكنولوجيا لصحة نفسية أفضل

1. التواصل والدعم: توفر وسائل التواصل الاجتماعي منصة يمكن للمستخدمين من خلالها البقاء على اتصال مع الأحباء والعائلة، حتى لو كانوا يعيشون بعيدًا. كما توفر مجموعات الدعم عبر الإنترنت مكانًا آمنًا للأفراد لمشاركة تجاربهم وأفكارهم حول مجموعة متنوعة من المواضيع الصحية النفسية. هذا البيئة الافتراضية قد تخلق شعور بالمجتمع وتقلل الشعور العزلة الاجتماعية التي غالبًا ما ترتبط بسوء الحالة النفسية.

1. الوصول إلى المعلومات: تتيح محركات البحث والمواقع التعليمية للناس الوصول بسرعة إلى معلومات دقيقة ومفصلة حول المشكلات الصحية النفسية وعلاجاتها المتاحة. وهذا يمكّن الأفراد الذين ربما واجهوا تحديات في البحث التقليدي أو الحصول على العلاج، وذلك بتوفير موارد شاملة وغير مكلفة نسبيًا للحفاظ على صحتهم العاطفية والجسدية.

1. العلاج الرقمي: شهد مجال الطب النفسي تطوراً ملحوظاً باستخدام الأدوات الرقمية كجزء من خطط علاج الأشخاص المصابين بأمراض عقلية مختلفة. تشمل أمثلة ذلك الاستشارات الإلكترونية والتطبيقات المساعدة للرصد الذاتى لأعراض الاكتئاب والتوتر. وقد أثبتت فعالية هذه الطرق مقارنة بالعلاجات التقليدية خاصة بالنسبة لمن يعيشون في مناطق نائية أو لديهم قيود زمنية كبيرة.

الأضرار المحتملة للتكنولوجيا على الصحّة النفسية

1. الإدمان والمعاناة منها: يعد الإفراط في استخدام الهاتف المحمول أو الكمبيوتر مشكلة شائعة مرتبطة بالإدمان وبالتالي تتسبب برد فعل سلبي تجاه الحد منه مما يؤثر بالسلب علي الحاله النفسيه للإنسان . بالإضافة لذلك ، فإن نشرات الإعلام المستمرة وقوائم الأخبار وكافة التعرض للهجمات الرقمية باستمرار يمكن ان يساهم أيضا في احداث حالة مستدامة من الضغط والإجهاد والسلبية الذي له أثار مباشرة علي الصحة النفسية للعاملين فيهذه المجالات .

1. زيادة تقليل المهارات الشخصية: هناك ادعاء بأن اعتماد المجتمع الحديث الزائد علي التكنولوجيا أدى إلي نقصانه في مهارة التواصل الشخصي والحوار المرئي حيث اصبح الكثير يستعين بوسائل الاتصال الحديثة كتطبيق "الواتساب" بدلاً من المكالمات الصوتيه وجلسات حديث طويل أمام المقاهي مثلاً , بل قد وصل الامر الي انهيار العلاقات الزوجيه بسبب الاختلاف الواقع فيما بينهما بشأن مقدار الوقت المناسب لاستخدام الهاتف المحمول وقدرته المؤثره السلبيه ضمن اطار الأسري الواحد !

1. مشاكل النوم واضطراباته: حدوث اضطراب بالنوم هو واحد ضمن قائمة طويلة لعوارض جانبية تتمثل بإساءه استعمال الاجهزه الكهربائية قبل وقت قصير من موعد الذهاب للنوم حيث ان أشعة الليد المنبعثة منها تؤثر بصورة مباشره علي انتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورتك الحيوي اليوميه واحداث خلل بذلك النظام المعتمد عليه جسم الإنسان لتحديد ساعات عمله واستراحاته الداخليه .

الخلاصة والنصحية

إن المدخل الصحيح والصحي للاستمتاع بفوائد تكنولوجيتنا الحديثة يكمن تحديد حدود للاستمرارية والاستبعاد الآني لها عند الاحساس بانها تفوق الحدود المعقوله والتي تعتبر أساسياً لتحقيق نوع جيد بالحياة البشرية وإعادة توازن الأمور وفقا لنظرية تعظيم المكاسب المتعلقه بها مقابل تقليل أي خسائر محتملة تُسَتجِبي عنها تلك الوسائل سواء كانت مضاره ماديا ام