الحمد لله، يجوز إعطاء الصدقات للمشوهين والسائلين في الحرم الشريف، بشرط ألا يؤذوا أحداً أثناء سؤالهم، ولا يتخطوا رقاب الناس، ولا يكذبون فيما يروونه عن حالهم، ولا يجهرون جهراً يضر المصلين أو الدارسين في حلق العلم. هذا ما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وقد ورد في الحديث النبوي الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على الصدقة في المسجد، حيث روى مسلم في صحيحه عن جرير قال: "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا النساء/1".
وبناءً على ذلك، فإن إعطاء الصدقات للمشوهين والسائلين في الحرم الشريف جائز، طالما أنهم لا يؤذون أحداً ولا يكذبون فيما يروونه عن حالهم. والله أعلم.