• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، أصبح لها تأثير كبير ومتشعب على المجتمع العالمي. هذا المقال يناقش بالتفصيل كيفية تأثر الشباب بشكل خاص بصحتِهم النفسيَّة بسبب استخدام هذه الوسائط الرقمية.

الفجوة بين العالم الحقيقي والافتراضي:

أصبح العديد من الأشخاص يقضون ساعات طويلة يوميًا أمام شاشات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، متفاعلين مع الأصدقاء والعائلة عبر المنصات الاجتماعية المختلفة مثل الفيسبوك وتويتر وإنستغرام وغيرها الكثير. بينما توفر هذه التطبيقات طريقة ممتازة للتواصل والسعي نحو العلاقات الشخصية، فإنها قد تتسبب أيضًا في الشعور بالعزلة والإرهاق العاطفي للبعض. وفقًا لدراسة نشرتها الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين عام ٢٠١٩ ، يظهر الشباب الذين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية بمعدلات أعلى من المعتاد علامات واضحة لمشاكل صحتهم النفسية مقارنة بأقرانهم ذوي التعرض الأقل لهذه الخدمات.

المقارنة المستمرة والتوقعات غير الواقعية:

تُعرض صفحات الإنترنت عادة محتوى مُختار بعناية يجسد حياة مثالية ومليئة بالإنجازات لدى الآخرين. وقد يؤدي ذلك إلى حالة دائمة من المقارنة التي يمكن أن تؤدي تدريجيًا لتكوّن نظرة تشاؤمية وسلبية لأنفسنا. كما يدفع الضغط المتولد حول التمثيلات المثالية والمكثفة للحياة على مواقع الشبكات الاجتماعية بعض المستخدمين لاستهداف الوصول لنوع مماثل منها، الأمر الذي غالبًا ما يتجاوز احتمالات تحقيقهم لأهداف مادية أو اجتماعية قابلة للتحقيق بالفعل ضمن نطاق حياتهم اليومي.

تداخل الحدود بين الحياة الخاصة والشخصية:

إن القدرة الكبيرة للمشاركة العامة لكل تفاصيل الحياة الشخصية بلا رقابة تزيد خطر تعرض مستخدمي شبكات التواصل لإساءة الاستخدام والاستلاب اللفظي والتسلط الإلكتروني. بالإضافة لما سبق، تساعد قابلية نشر المعلومات الدقيقة جدًا - والتي كانت خارج حدود المجال العام سابقاً – على تعريض الأفراد للهجوم العنيف والأذى السلبي stemming from online conversations and interactions. وهذا يشمل التنمر عبر الإنترنت والنشر المخفي لحوادث غير مرغوبٍ بها وما إليها مما يؤثر بشدة على سلامة الذات واحتمالات بناء رأي إيجابي عنها داخل مجتمعها المحلي وعلى نطاق واسع كذلك.

إن فهم العمليات الأساسية المؤدية لهذا الربط القوي بين مكافآت التصفح واستهلاك المحتوى وبين مشاكل الصحّة الجسدية والعقلية لمن هم تحت سن الثامنة عشرة ضروريٌ لفهم اتجاه تطورات التقنية الحديثة وقوانين تنظيميتها المرتبطة بذلك؛ حيث سيكون دور الحكومات والشركات المصممة للحلول الرقمية حاسماً فيما يعقب عملية إعادة النظر بالقواعد القانونية الناظمة للاستعمال الحالي لمنصاتها وللمستخدمین بغرض تخفیض آثارها الضارة قدر الإمكان وتحسين تجربة مستعملیھا الشبابیین خاصة منهم.