( شاردًا يتأمل! ) عرفتُه منذ أعوام صديقًا أنيقًا مرهف الحس.. شامخًا كالنخيل، هادئًا كسويعات الأصيل،

( شاردًا يتأمل! ) عرفتُه منذ أعوام صديقًا أنيقًا مرهف الحس.. شامخًا كالنخيل، هادئًا كسويعات الأصيل، يمتاز بنقاءٍ نادر، ورؤى بيضاء كروحه. كنا معا حين

( شاردًا يتأمل! )

عرفتُه منذ أعوام صديقًا أنيقًا مرهف الحس.. شامخًا كالنخيل، هادئًا كسويعات الأصيل، يمتاز بنقاءٍ نادر، ورؤى بيضاء كروحه.

كنا معا حين رأيته معلقًا بنياط قلبه لا يبرح مكانه وهو يقلب نظره في السماء …… https://t.co/FWUECVycCB

وفجأة يرفّ جفناه بشدة مشدوداً إلى شيء مشدوها به، وكأنما تمنى تلك اللحظة أن يكون لجفنيه جناحان يحملانه عاليًا، ليرى الصورة بجلاء!

تخيلوا ما تخيلتُ.. رجلٌ يطير في السماء يرفرف بجفنيه من فرط القلق!

كان طبيعيًا قبل لحظات، ولم تظهر عليه أمارات قلق.. كان يحدثني عن رحلة عمله المقبلة، وما إن بَرَقَ وميض هاتفه مؤذنا بوصول رسالة احتواه بيده.. قرأ شيئا في جواله، ثم تغيرت ملامحه، وظل يحملق هنا وهناك، وكأنّ أفعىً لدغته فجأة …

وأخذ يقلِّب طرفه في السماء حتى ألقت عيناه رحالهما هناك في أقصى المجرات حيث النجوم المعمِّرة المطرقة بلا حديث، والصاخبة بلا ضجيج.

أيقنت أن هناك ما يشغل باله، أو ثمة ما يستحق أن يجعله يسافر بكل هذا الشرود وهو الودود الهادئ الوقور!

ما الذي يحدث؟!

حقيقةً لم أود تكدير لحظة انفراده بذاته، وتمنيت أن يبادرني هو بشرح الموقف، وكدت أجترئ وأسأله.. لا رغبة في الفضول، لكن لتقديم الحلول؛ فقد يكون في مقدوري صنع شيء له ينزع عنه قناع الدهشة الذي تقنَّع به منذ قرأ شيئاً في هاتفه المحمول !


حسان الدين بن إدريس

11 مدونة المشاركات

التعليقات