في يوم بدرٍ ..
رُئِي الصّحابة يفعلون بالكُفّار الأفاعيل، وصنعوا عجب العُجاب، فذاق المسلمون طعم الانتصار، وفرحوا بذلك، وذكّرهم الله بتلك النعمة العظيمة وبذلك الفضل الكبير فقال: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ. أي: قلة قليلة مستضعفة.
ثم في يوم أُحد .. ?
ثم في يوم أُحد ..
ذاقَ المُسلمون مرارة الهزيمة لحكمةٍ أرادها الله..
فَتعالَ مَعِي نَقرأ بعضًا من أخبار الصّحابة وتضحياتهم فِي ذلك اليَوم ..
في أُحدٍ اختلفَ الأمرُ تماماً، فقد جهّزَت قريش في ذلك اليوم ما لم تجهّزه مِن قبل، بل أرسَلَت شعراءها يَطوفون بين القبائل حتّى يَجمعوا المتطوعين لقِتال محمدٍ وأصحابه، فكانَ دافعهم للقِتالِ قويّا، فقد كانوا يريدون الثأر والانتقام، فما وقع عليهم يوم بدر لم يكن بالشيءِ القليل
فقد قُتل كُبراؤهم وأُمراؤهم وسَاداتهم، وأثخنَ فيهم المسلمونَ الجِراح، ونكّلوا بهم تنكيلاً، حتى خرجوا من أرض المعركة يجرّون قَبل الهزيمة أذيال الذلّ والإنكسار.
فحشدوا في ذلك اليوم أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل، ومعهم سبعمائة بَعير تنقل عتاد المعركة، وسبعمائة درع كقوة وقائية، وجعلوا ميزانية تلك الحرب هي القافلة التي استنقذت يوم بدر، وكان قوامها أكثر من خمسين ألف دينار ذهب، أي: ما يعادل اليوم أكثر من مليون ريال، وهو مبلغ كبير في ذلك الحين