• صاحب المنشور: عاطف الزاكي
  
  ملخص النقاش:
  

  في عصر التكنولوجيا المتسارع الذي نعيشه اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. من الروبوتات إلى الخوارزميات المعقدة، يغير الذكاء الاصطناعي مشهد العمل بطرق لم نكن نتوقعها قبل عقدين فقط. هذا التحول الكبير يجلب معه مجموعة معقدة ومتشابكة من الآثار، تتراوح بين الفرص الرائعة والتهديدات المحتملة للامن الوظيفي.

من جهة، يعدّ الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتحسين الإنتاجية والكفاءة. يمكن للأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أداء المهام المتكررة بسرعة ودقة أكبر بكثير مما يستطيع الإنسان القيام به، وهذا يسمح للموظفين بالتركيز على الأعمال الأكثر تعقيداً وتفرداً والتي تستلزم مهارات بشرية فريدة مثل الابتكار والإبداع واتخاذ القرارات الحاسمة. وبالتالي، قد يؤدي ذلك إلى خلق وظائف جديدة تماماً أو إعادة تعريف العديد منها لتكون أكثر تطلباً للمعارف والتخصص الفني.

على الجانب الآخر، هناك مخاوف مشروعة بشأن فقدان الوظائف بسبب الأتمتة التي يقودها الذكاء الاصطناعي. الدراسات تشير إلى احتمالية اختفاء بعض الوظائف التقليدية كالمهن المكتبية البسيطة والحرف اليدوية المنتظمة وغيرها الكثير. لكن بينما يتم استبدال هذه الأدوار بال Robotics Process Automation (RPA)، فإن الأمر ليس كتغيير مباشر؛ بل هو تحول نحو اقتصاد قائم على المهارات المعرفية العليا والمعرفة الخاصة - وهو ما يُطلق عليه اسم "اقتصاد العقل".

بالإضافة لذلك، يناقش خبراء الاقتصاد والقانون الأخلاقي دور الدولة والمؤسسات العالمية في تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وضمان عدم ترك أي شخص خلف الركب أثناء الثورة الرقمية الجارية. فهل يمكن للحكومات وضع سياسات تدعم التعليم المستمر والتدريب المهني للعمال الذين قد يفقدون أعمالهم التقليدية؟ وهل ستستثمر الشركات بشكل أكبر في تطوير القوى العاملة الواعية بالتكنولوجيا الجديدة بدلاً من مجرد التركيز على الربحية القصيرة الأجل؟

إن فهم لهذه المخاطر والفرص المحتملة سيكون أساسياً لحماية حقوق العمال وتعزيز نمو المجتمع بأكمله خلال مرحلة الانتقال هذه. إن المستقبل يحمل تحديات عظيمة ولكنه أيضاً مليء بالإمكانيات الواعدة إذا تم التعامل مع ذكائنا الاصطناعي بحذر واستراتيجية مدروسة.