- صاحب المنشور: أفنان بن البشير
ملخص النقاش:
التأثير الثنائي للتكنولوجيا الحديثة على الروابط الإنسانية يشكل أحد المواضيع الأكثر حداثة في علم الاجتماع. بينما تقدم وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الأدوات الرقمية طرقًا جديدة ومباشرة للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة بغض النظر عن المسافة الجغرافية، إلا أنها قد تسبب أيضًا تحولاً عميقاً في الطريقة التي نتفاعل بها وجهًا لوجه. هذا التحول يمكن أن يؤدي إلى تقليل الوقت الذي نقضيه في التفاعلات الشخصية والتعرض المحتمل للعزلة الاجتماعية رغم وجود الاتصال الافتراضي.
كيف تعزز التكنولوجيا التواصل:
- الاتصال الفوري: توفر خدمات مثل WhatsApp, Facebook Messenger, وSkype القدرة على الدردشة textually أو صوتيًا أو حتى فيديوهات مباشرة؛ مما يجعل الاتصالات طويلة المدى أكثر سهولة وأكثر تكرارا.
- شبكات تواصل واسعة: منصات الشبكات الاجتماعية كفيسبوك وتويتر تغذي الشعور بالانتماء للمجتمع العالمي الكبير حيث يمكنك مشاركة أفكارك وأخبارك اليومية مع عدد كبير جدًا من الأشخاص حول العالم.
- الدعم عبر الإنترنت: مجموعات الدعم الإلكترونية توفر بيئة آمنة للأفراد الذين يعانون من تحديات مشتركة لمشاركة تجاربهم والحصول على مشورة غير رسمية، وهذا مهم خاصة لمن يعيشون في مناطق نائية ليس لديها موارد دعم محلية.
- العمل عن بعد: العمل عن طريق الانترنت أصبح شائعًا بشكل متزايد بسبب جائحة كورونا، وهو يوسع فرص العمل ويسمح لأشخاص كثيرين بالحفاظ على وظائفهم والاستمرار في بناء حياتهم المهنية في أماكن مختلفة تمامًا عما كانوا يتصورونه قبل ظهور هذه التقنية.
الخطر الكامن خلف الشاشة:
- العزلة الاجتماعية: رغم أن التكنولوجيا تسهل التواصل، فقد أدت أيضًا إلى زيادة العزلة بين الأفراد الذين يقضون ساعات طوال أمام الشاشات ويتجاهلون الحوار الشخصي والمباشر.
- الإدمان الإفتراضي: إدمان استخدام الوسائط الرقمية قد يؤثر سلبيًا على الصحة النفسية والجسدية للإنسان ويمكن أن يساهم في مشاكل النوم واضطرابات القلق والإكتآب.
- البعد عن الواقع: التركيز الزائد على الحياة الوهمية المتاحة عبر الانترنت يمكن أن يؤثر سلبًا على تقدير الذات وقدرتنا على التعامل مع التحديات اليومية خارج عالم الإنترنت.
- الأمن والخصوصية: المخاطر المرتبطة بالأمان والخصوصية تشمل الاحتيال السيبراني والسرقة الهوية وانتهاك خصوصيتنا الخاصة، كل ذلك يمكن أن يخلق شعورا بعدم الراحة وعدم الاستقرار لدى المستخدمين.
وبالتالي فإن تأثير التكنولوجيا الجديدة على العلاقات البشرية هو تأثيراً ثنائياً بحاجة دائمة لتوازن بين فوائدها والتحديات التي قد تطرحها.