- صاحب المنشور: سهام الفاسي
ملخص النقاش:
مع التقدم التكنولوجي المتسارع، أصبح التحول الرقمي أحد أهم الاتجاهات التي تشكل مستقبل التعليم العالي في مختلف أنحاء العالم. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يواجه قطاع التعليم العديد من التحديات التقليدية مثل القيود المالية وقضايا النوع الاجتماعي والافتقار إلى البنية الأساسية المناسبة، فإن دمج الحلول الرقمية يطرح مجموعة جديدة من التحديات والمخاوف. هذا المقال يستعرض بعض هذه التحديات الرئيسية وكيف يمكن التعامل معها لتحقيق تحقيق فوائد التحول الرقمي في مجال التعليم العالي بالمنطقة.
التحدي الأول: جودة الوصول للإنترنت وبنيتها الأساسية
تعتبر الجودة والاستقرار الضعيف لشبكات الإنترنت والتكلفة المرتفعة لها عقبات كبيرة أمام الطلاب والمعلمين على حد سواء. يتطلب استخدام الأدوات عبر الإنترنت باستمرار وجود اتصال إنترنت موثوق به وعريض النطاق. وقد أثبتت الأزمات الصحية الأخيرة مدى الحاجة الملحة لهذا الأمر عندما اضطرت الجامعات لإلغاء الفصول الدراسية وجهًا لوجه بسبب جائحة كوفيد-19، مما زاد الضغط على بنية الإنترنت الموجودة بالفعل. علاوة على ذلك، قد يعاني طلاب المناطق الريفية أو الفقيرة داخل الدول العربية من محدودية الوصول إلى شبكة الإنترنت ذات السرعات المنخفضة وغير المستقرة نسبيًا مقارنة بتلك الموجودة عادةً في المدن الكبرى وخارج البلاد. يمكن لهذه الاختلافات الجغرافية الثقافية أن تخلق انقسامًا معرفيًا بين الطلاب الذين لديهم الفرصة للحصول على تعليم رقمى جيد مقابل أولئك الذين ليس لديهم القدرة على فعل الشيء نفسه.
حلول محتملة:
- تحسين البنية التحتية: ينبغي للدول العربية بذل المزيد من الاستثمار في تحسين وتوسيع نطاق تغطية الشبكات المحلية والإقليمية. وهذا يشمل تطوير نقاط وصل لاسلكية محمولة صغيرة ومستدامة الطاقة والتي تعمل بكفاءة حتى أثناء حالات عدم انتظام إمدادات الكهرباء الشائعة في المنطقة. بالإضافة إلى دعم المشاريع البحثية لتطوير تقنيات اتصالات أكثر فعالية ومتانة تحت ظروف بيئية متنوعة.
- تعاون القطاع الخاص والحكومي: أما بالنسبة للمؤسسات الأكاديمية نفسها، فهي بحاجة إلى العمل بشكل وثيق مع شركات الاتصال المحلية للاستفادة من خفض تكاليف البيانات وأسرع سرعات الإنترنت نظرا لاتفاقيات تجارية مشتركة خاصة بها كمستهلك رئيسي لهذه الخدمات. كما تدعم الحكومة أيضًا جهود المؤسسات التعليمية الخاصة بهم لضمان توفير فرص متساوية لكل فرد بغض النظر عن موقعه فإذا كانت هناك دول -مثلاً الإمارات والسعودية- تسعى لنشر مشروعات بناء المدارس الذكية ضمن خططها الوطنية؛ فالهدف الرئيسي منها يتمثل عند تطبيق نفس المفاهيم نحو جامعتنا وإعداد مجتمع رقمي شامل حول تلك المعاهد العلمية كذلك.
التحدي الثاني: الفجوة الرقمية بين الأجيال المختلفة
في حين يميل الشباب عموماً إلى تبني تكنولوجيا جديدة بسرعة أكبر مقارنة بأقرانهم الأكبر سنّا؛ إلا أنه يوجد اختلاف كبير أيضاً فيما يتعلق بمستوى مهارات الكمبيوتر لدى الأفراد المختلفين وفقاً لعوامل اجتماعية واقتصادية وجيلانية مختلفة . غالبًا ما تكون