السّلام عليكَ يا صاحبي،
قال ميمون بن مهران لصديقه:
إني أتصدَّقُ فأجدُ مالي يزداد،
فتصدَّقَ صاحبه، ثم قال:
تصدَّقتُ فوجدتُ مالي ينقصُ!
فقال له ميمون: أنا أعامل الله بيقين وأنتَ تُجرِّبه!
يا صاحبي،
أول خطوات إجابة الدعاء،
أن يستقرَّ في قلبكَ أنه سيستجيب!
وأول خطوات الشفاء،
أن يستقرَّ في قلبكَ أنه سيشفيكَ!
وأول خطوات المغفرة،
أن يستقرَّ في قلبكَ أنه سيغفرُ لكَ!
لا شيء أسرعُ للإجابة من أن ينظرَ اللهُ في قلب عبده،
فيرى أنه قد عقدَ كل الأمل على ربه!
أما دُعاء المُجرِّب فهذه عبادة التجار:
أضعُ مالاً في صفقةٍ وأراقب السوق،
فإن ربحتُ فقد أحسنتُ الاستثمار،
وإن خسرتُ فالأسباب لم تكُنْ مؤاتية!
يا صاحبي إنَّ الله لا يُعبدُ على حَرْفٍ:
إن أعطى قلنا هو قادر،
وإن منعَ تزعزع الإيمان واهتزَّ اليقين!
تعلمْ اليقين من الأوائل!
اُنظُرْ إلى أم موسى كيف ألقته في اليم وكلها ثقة أن الله سبحانه سيعيده إليها،
لقد صدَّقتْ الله وكذَّبتْ كلَّ شيءٍ!
لم تقُلْ: كيف لرضيعٍ أن ينجو في صندوق تتقاذفه المياه من كل جانب؟!
ولم تقُلْ: كيف أرسله إلى فرعون بيديَّ وهو الذي كان يبحثُ عنه ليذبحه؟!
كان يكفيها أن تسمع وعد ربها: ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ﴾
حتى تلقيه في النهر دون أن ترتجفَ يدها!