السلام عليكم، صباح الخير.
لم يكن يُضيرني في فترة الاختبارات كلها إلا أن هناك أسبوعًا قبل بدايتها يسمونه: "الأسبوع الميت"، ولا يموت في ذلك الأسبوع إلا قلبي والله.
لا يحضر فيه الطلاب، ولا يداوم فيه المعلمون ولا الدكاترة، تتحول المنشآت التعليمية في ذلك الأسبوع إلى مدينة أشباح.
ذهبت مرةً واحدة طِيلة حياتي في الأسبوع الميت إلى الجامعة لسؤال دكتور عن مسألة، وكان أردنيًا يحمل شهادة الماجستير في الفيزياء الذرية والدكتوراه في الكيمياء الإشعاعية.
وكنت أحسبه من مهابتي له لا يتحدث إلا في كيمياء الأشياء ونواة الذرة.
اتجهت رأسًا إلى مكتبه، فوجدته هو ودكتور مصري آخر متخصص في كيمياء المناعة وقد شقّوا كيس بقالة كبير وفردوه في الأرض ووضعوا عليه صحن فلافل وصحن حمص ومصقّع وتبولة وببسي عائلة أبو 4 ريال.
وليس هناك تعارض بين صحن الفلافل وصحن الحمص وكل صحون الأرض مع شهاداته العلمية.
ولكن ماذنب كيس البقالة الأزرق الشفاف؟ وأرض المكتب؟ وطالب العِلم الذي لديه مسألة؟ وماذنب كيمياء الأشياء ونواة الذرة وخيالاتي ومن اخترت قدوةً لحياتي!