في موضوع استخدام الهواتف النقالة أثناء أداء خطبة الجمعة، هناك عدة أمور يجب مراعاتها. وفي حال نسى أحدهم إيقاف جواله وانطلق الرنين، فإن الواجب الشرعي واضح؛ يجب أن يقوم بإطفائه فورًا. حتى لو كانت نغمات الجرس غير محظورة شرعا، إلا أن ترك الجوال مفتوحا قد يسبب إزعاجا وضوضاء للمصلين مما يؤثر عليهم وعلى التركيز في الخطبة. وهذا يعد نوعا من أنواع الغلو واللهاث العقلي وفقا لما ورد في الحديث الشريف "من لمس الحصى فقد لغو". ومع ذلك، لا يشمل هذا التحريم بشكل أساسي حركة يدوية قصيرة بغرض إيصال أمر مهم أو منع مخالف للشريعة الإسلامية - كما يمكن فهمه من قول بعض علماء المسلمين مثل أحمد بن حجر وآخرون الذين أكدوا على استطاعة الشخص القيام بذلك عبر الإشارة بدلا من الكلمات المنطوقة.
ومن المهم أيضا التأكيد على أهمية احترام حرمة يوم الجمعة وأداء الصلاة بكل خشوع واحترام لأوامر الخالق عز وجل. فأداء الخطبة ليس مجرد حدث ديني يومي ولكنه جزء لا يتجزأ من الشعائر الدينية التي تتطلب الانضباط والصمت والحضور الذهني. عند عدم اتباع هذه التعليمات، يفقد المرء الثواب الخاص بصلاة الجمعة وينال مكافأة أقل وهي ثواب صلاة الظهر فقط. لذلك، دعا العديد من العلماء إلى ضرورة تجنب أي تصرفات قد تعتبر لعبًا أثناء الخطبة سواء كانت باستخدام الجوال أو أي وسائل أخرى لحماية مكانة يوم الجمعة وثوابها الروحي الكبير لدى المؤمنين الحقين.
وفي النهاية، دعونا نتذكر بأن أهم هدف لنا كمؤمنين هو تحقيق رضا رب العالمين واتباع سنة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.