الحمد لله، إذا أنتِ يا أختي الكريمة حججتَ مفردةً وزوجُك أيضاً، ولَم تقوما بسعيٍ بعد طواف القدوم رغم كونكم من سكّان مكّة المُكرَّمة؛ فعلى بركة الله عليكم إعادة السعي فورًا لتتمّ مناسك حجكم بشكل صحيح. السعي هو إحدى الأركان الثابتة للحج، وبالتالي توقيفه يعني عدم اكتمال اداء فريضة الحج. وفقا للشريعة الإسلامية، الشخص المفرد يقوم بسعي واحد فقط، والذي يكفي لو تم قبل الانتهاء من رمي الجمرات أثناء يوم التشريق.
وعليه، بما أنّكما نسيتما القيام بهذا العمل الهام لغاية الآن، تبقى مناسكيكما غير مكتملة حاليًا. هذا الأمر يُعتبر خطأ كبير ويستدعي القبول بالتوبة والاستغفار منه. بالإضافة لذلك، ينبغي التفكير في تقديم فدية للتأكد من تحقيق جميع الشروط اللازمة لأداء الشعائر الدينية بإخلاص. الفدية هنا تشمل الذبح (شاة)، أو الطعام (إطعاما لستة فقراء)، أو الصيام لمدة ثلاثة أيّام لكل أحد من الزوجين.
والجدير بالذكر أنه وفقاً لما ورد في الفتوى المنشورة سابقًا بواسطة فضيلة الشيخ محمد بن عبد العزيز بن باز -رحمه الله- وفقه الإسلامي المعاصر الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- حول حالات مشابهة، فقد أكدا ضرورة القيام بالسعي مرة أخرى عند قصور الأداء الأصلي للمناسك الخاصة بالحج. وفي حالة حدوث جماع بدون علم بمخاطره القانونية حسب تعليمات الدين الحنيف، بالإمكان استخدام نفس عملية التعويض المذكورة آنفاً لإزالة أي مخالفات محتملة للحلال. ومن المهم جدا طلب المساعدة والإرشاد ممن يعرفون تفاصيل الأحكام الدقيقة لهذه الأمور قبل البدء في أداء فريضة الحج مستقبلاً. بارك الله لكم وجزاكم خيرا على حرصكم على معرفة الحقائق المتعلقة بالعقيدة الإسلامية.