آخر فرصة:
1-دنيا وما قبل اللقاء:
إستعدت جيدا هذه المرة
فمنذ أن تلقت مفاجأة مكالمته الهاتفية مساء الأمس وهى لا تفكر إلا فى لقائهما
جاء صوته واهنا
مكسورا؟
ربما
لعله يطمح فى أن تجبر هى كسره
ربما
ربما يكون قد نسى أنها كسرته من قبل
ياريت
ربما يشعر بأنها صارت أضعف وأحوج إليه
وإفرض؟+
لا شيئ يهم سوى أنه قرر فى لحظة سعيدة أن يعيد المحاولة بعد عشر سنوات كاملة
قررت أن لا تخبر شقيقها الوحيد حاتم بالأمر
كان هو من رشحه فى المرة الأولى على إعتبار أنه صديق عمره
ورغم ذلك
لم يعارض موقفها
شعرت بحزنه
ربما قلقه عليها وخوفه مما تخبئه الأيام لها وهى تصر على البقاء وحيدة+
الحق أنها حتى تلك اللحظة لم تكن قد قررت أن تبقى وحيدة
ربما جاء القرار فيما بعد
لكن وقتها رفضت وحسب
إنكسر صوت حاتم وردد فى تسليم:على كيفك يا بابا..دى حياتك..وأنا كل غرضى تكونى سعيدة
لم يزد حرفا
ليس لها فى الكون سواه
أما هو فله زوجته وبنته
لكن قلبه معلق بها
-حنين حاتم طول عمره+
تحمل معها نوائب الدهر التى إختصهما بها معا
لم يقصر يوما فى حق أبيه العاجز
ولم يمنعه بيته أو مشاغله عن زيارة الأب المشلول يوميا
يحمله ويحميه ويحلق له ذقنه
سقطت الأم قبل الأب
لم تحتمل
ست سنوات من الحزن والأسى على رجل كان يملأ الدنيا صار قعيدا لا يشغل سوى ركنا صغيرا من حجرة نومه+
رحلت الأم
وبقى الأب معذبا سنتين بعدها
وبقى حاتم إلى جوار أبيه وأخته
هو رجل البيت
الأب والسند
عشر سنوات مرت على اللقاء
كانت ماتزال فى الثانية والثلاثين
فى بداية صعودها نحوحياة عملية ناجحة فى مؤسسة الحسابات والإستشارات المالية الشهيرة التى إلتحقت بها أخيرا
بدون أب أو أم
وحتى الأخ+