- صاحب المنشور: سناء بن الطيب
ملخص النقاش:
رغم التغييرات الإصلاحية الكبيرة التي شهدتها المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية، والتي شملت منح المزيد من الحقوق للمرأة وتعزيز دورها الاقتصادي والاجتماعي، إلا أنها لا تزال تواجه العديد من التحديات في سوق العمل. هذه المقالة ستستكشف بعضًا من أكبر هذه العقبات وكيف يمكن معالجتها لخلق بيئة عمل أكثر مساواة وتنافسية للنساء السعوديات.
العائق الأول: الحواجز المجتمعية والتقاليد الثقافية
أحد الجوانب الأكثر تعقيدا للتحديات التي تواجه النساء في سوق العمل هو تأثير الحواجز المجتمعية والتقاليد الثقافية. على الرغم من وجود قوانين تحمي حقوق المرأة في مكان العمل، فإن الافتراضات الثقافية والأعراف الاجتماعية قد تستمر في التأثير على فرصهن الوظيفية.
على سبيل المثال، يعتبر البعض أن النساء غير مناسبات لتولي أدوار قيادية أو العمل في مجالات معينة بسبب الأدوار التقليدية المُلحَقَة بالجنس الأنثوي. هذا النوع من التحيز غير المعلن يمكن أن يؤدي إلى عدم تكافؤ الفرص والترقية للعاملات اللاتي يتمتعن بنفس المؤهلات والكفاءة مثل الرجال.
بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يشكل التنقل بين مناطق مختلفة تحديًا كبيرًا لعاملات سعوديات يعملن خارج المدن الرئيسية حيث قد تكون الخدمات العامة والبنية الأساسية أقل تطوراً. وهذا يعني أنهن قد يحتجن لمزيد من الوقت والجهد لإدارة رحلاتهن اليومية، مما يساهم في زيادة عبء المسؤوليات الشخصية مقارنة بصديقاتهن الذكور الذين يعيشون بالقرب من أماكن عملهم.
للتغلب على هذه المشكلة، يتعين علينا التركيز على التعليم والتوعية حول أهمية المساواة وعدم التمييز في مكان العمل. يجب تشجيع الشركات والمؤسسات الحكومية على تبني سياسات داعمة للأمومة والآباء وعائلاتهم، بالإضافة إلى تقديم دعم أفضل للنقل العام للسماح بمزيد من الاستقلالية والحركة لدى جميع الأفراد بغض النظر عن جنسهم.
العائق الثاني: الفجوة في الأجر بين الجنسين
تعد فجوة الأجور واحدة من أكثر المواضيع شيوعاً عندما نناقش المساواة بين الجنسين في أي بلد. وفي السعودية أيضا، هناك فرق ملحوظ في الرواتب بين الرجال والنساء في نفس المستوى المهني والإنتاجي. وفقا لدراسة أجرتها المؤسسة الدولية للتنمية، فإن متوسط راتب المرأة أقل بنسبة حوالي 21% تقريبًا مقارنة برجل ذي مستوى مهني مشابه.
يمكن إرجاع جزء كبير من هذه الفجوة إلى الاختيارات المتاحة ضمن المجال الأكاديمي والمهني أثناء مرحلة التعليم المبكرة وخلال الحياة العملية لاحقا. فالاختيارات الوظيفية التقليدية بالنسبة للجنسين - مثلا - يمكن أن تؤثر بشكل غير متناسب على دخل المرء طوال حياته المهنية بأسرها. كما تساهم مفاهيم "العمل المناسب" لكل جنس أيضًا بتحديد معدلات الدفع المحتملة داخل تلك القطاعات المختلفة.
ولتضييق هذه الشقة بشكل فعال، ينبغي سن القوانين الصارمة اللازمة لحماية حق الجميع بالحصول على رواتب عادلة ومراعاة عوامل مؤذنة أخرى عند تحديد مستويات التعويضات التشغيلية. علاوة على ذلك، يجب تأكيد حصول الفتيات والفتيان على فرصة الوصول المتساوي لتحقيق مواهبهم وإمكاناتهم وقدراتهم سواء كانوا يرغبون بخوض تجارب وظيفية تتطلب تدريبا طبيا متوسط المدى أم تخصصات علمية عليا ومن ثم دخول مجال الأعمال ذات المرتجعات المالية الأعلى.
العائق الثالث: نقص تمثيل النساء في مواقع السلطة
يتعلق الأمر الأخير ارتباط مباشرا بحلول المطروحة أعلاه وهو موضوع تمثيل المرأة في مراكز صنع القرار. فعلى الرغم من الزيادة الهائلة في نسبة مشاركة السيدات السعوديات في القوى العاملة، إلا أنها لا تزال تمثل نسبة ضئيلة نسب