كنت باقرأ عن رفاعة الطهطاوي ودخلني في خلاط تاريخي مثير عن الاقتصاد وعلاقته بالسياسة والحكم والقوانين والتغيير اللي حصل في مصر ايام محمد علي ومستمر لحد دلوقتي: بعد هزيمة وانسحاب قوات نابليون من مصر ١٨٠١ قررت فرنسا تلعب سياسة وبدأت تشتغل على الأطراف المتنازعة. المماليك والعثمانيين.
الحرب بين المماليك والعثمانيين كانت قديمة من ايام الغزو العثماني لمصر لكن الطرفين كانوا أضعف من فرض سلطتهم بالكامل على نظام قديم ومتفسخ في مصر. فرنسا بصت على الوضع المصري وقررت تراهن على محمد علي اللي حايقدر يحافظ على مصالحها ويقف معاها ضد الانجليز في خناقة فرنسا التجارية معاهم.
في ١٨٠٥ محمد علي بقى حاكم مصر ( نائب ملك حسب تعبير الفرنساويين ) وفي ١٨٠٧ قرر الإنجليز غزو اسكندرية بالتحالف مع المماليك عشان يأمنوا تجارتهم مع الهند لكن بمساعدة فرنساوية قدر محمد علي يدحرهم واخد قوة وازداد نفوذه بشكل خلاه يتخلص من المماليك ( وبشكل آخر الإنجليز) في مذبحة القلعة.
تطورت العلاقة بين محمد علي وفرنسا بشكل مطرد وبدأت الصحف الفرنسية تعتبره راعي التقدم والتحديث في الشرق ( الأسطورة اللي مكملة معانا لحد اليوم) واللي رغم ان فيها اجزاء حقيقية لكنها كانت مدعومة بمكنة بروباجاندا فرنسية جبارة. وكما هي العادة اللي بيمسك الميديا بيكتب التاريخ.
محمد علي كداهية كسب فرنسا ولم يخسر الانجليز. لكنه كان بشكل كبير على الجانب الفرنسي. لدرجة انه اهدى فرنسا ٣ مسلات عملاقة كان شامبليون عينه منهم. اتنين في الأقصر وواحدة في اسكندرية. بس الفرنساويين قرروا ياخدوا واحدة ( موجودة في باريس دلوقتي ) عشان شيلها ونقلها كان حوار كبير ايامها.