أنا وعجائز المدينة : عديدات من عجائز المدينة يسكن ذاكرتي منذ ابكر طفولتي ولا يمكنني نسيانهن ولو نسبتهن لفقدت شيئا لا يعوض ٠ تغمدهن تعالى في جنات نعيمه ٠ ستي خدوج (aka خديجة)من اقدمهن ٠ زوجة سيدي احمد جعفر الذهبي عم والدتي وخالاتي اللواتي حضنهن بعد وفاة المرحوم جدي ٠ كانت

المرحومة أمي ترسلني واخي المرحوم عبد الهادي نسبقها لبيت سيدي لقيلة او بيات ٠ كثيرا ما كنت لصغري وطول المسافة من زقاق الكبريت لاخر السحيمي ابلل سراويلي او حتى اوسخها وكانت ستي خدوج تجرجرني اول ما أوصل للحمام المطل على مدخل الفيروزية وهات يا ماء وهات يا صابون وتنشفني وتلبسني شيئا

نظيفا وتجلسني عند الروشان مع معمولة اوغريبة وفنجان شاهي ولحين تصل أمي اجلس اتفرج على السور او على الرائح والجاي او على مكائن معهد السجاد علي بعدمترين من روشاننا ٠عندما اسمع كلمة ملاك دايما تشع صورة ستي خدوج من خلفية شاشة شعوري لمقدمتها . ربي تعالى يرحم ستي٠ ماتت وما شبعت منها

عمتي خديجة طه عويضة أخت ابي لامه ٠جدتي تزوجت العويضة بعد وفاة جدي رحمته تعالى على الجميع٠كانت أمي إذا طفشت مني في صغري ترسلني لبيت عمتي القريب برسالة أبلغها ولا اعرف معناها : دقوا القرنفل ودقوا الهيل وامسكوا المرسول (ويا غافل لك الله) واحيانا كانت عمتي بدورها تطفش مني

قوم روح لجارنا لصيقنا عمك فلان ترا عنده شنطه وأغاني حلوه ام كلثوم سهام رفقي ولورداكاش واوديت كعدو ٠ جار عمتي رجال اجودي تشهد بذلك الهللتينات التي كان يعطيني إياها ٠ لكن مرة كرشني بدون ذنب ٠افتقد احدى اسطواناته المفضلة وتعب في البحث عنها وفي النهاية حصلها ورا المسند اللي كان