• صاحب المنشور: أزهري بن ساسي
  
  ملخص النقاش:
  

  يعتبر نموذج اللغة الضخم Generative Pre-trained Transformer (GPT) من الذكاء الاصطناعي أدوات قوية لفهم وتحليل كميات هائلة من البيانات النصية. ومع ذلك، فإن تطبيق هذه التقنيات على المواد الثقافية والدينية يتطلب فهماً عميقاً ومتعمقاً للثقافات المحلية وقيمها الخاصة. يهدف هذا المقال إلى استعراض التحديات والفرص التي يمكن أن تواجه نماذج مثل GPT عند محاولة التعامل مع المحتوى الإسلامي بشكل خاص.

من بين أكبر العقبات هو القدرة على فهم السياقات الدقيقة والعلاقات المعقدة بين المصطلحات والمفاهيم داخل النصوص الإسلامية. على سبيل المثال، مصطلحات مثل "الجهاد"، الذي قد يتم الخلط بينه وبين العنف بسبب سوء الفهم أو عدم وجود سياق دقيق. بالإضافة إلى ذلك، هناك تحدٍ آخر وهو اختلاف تفسير النصوص المقدسة عبر مختلف المدارس والفقهية الإسلامية، مما يؤدي إلى اختلاف كبير في الفهم والتطبيق العملي لهذه النصوص.

الفروقات اللغوية

لغة القرآن الكريم هي العربية الفصحى القديمة ذات القواعد والقواعد النحوية الصارمة والتي ربما تكون غريبة تمامًا بالنسبة لنظام البرمجيات الحديث المبني أساساُ حول لغات أكثر حداثة وتنوعا. كما أنّ بعض المفاهيم الأساسية للإسلام غير موجودة خارج نطاق الدين نفسه؛ لذا فهي تحتاج لتوجيه متخصص أثناء التدريب للحصول علي نتائج دقيقة وملائمة ثقافيّاً ودينيّاً.

الفرص المتاحة

على الرغمِ مِن تلك التحدِّيات الكبيرة إلّا ان هناك العديدَ مِن الفرص الواعدة أمام تكنولوجيا GPT في مجال فهم الثقافة والإسلام. فعلى سبيل المثال ،يمكن استخدام تقنية الذكاء الإصطناعية لتحسين الوصول إلي محتوايات معرفية واسعة وغنية بالمعلومات تتعلق بالممارسات والعادات والمعتقدات المختلفة للمسلمين .كما يمكن أيضا تعزيز التواصل الشخصي بين الأفراد المختلفيين الذين يتبعون نفس الدين ولكن لديهم معتقدات مختلفة وذلك بتزويدهم بموارد مناسبة تلبي احتياجات كل مجموعة دون مغادرة أرض الواقع الحالي وما عليه مجتمعات المسلمين اليومياً