ولدت فاطمه قبل الحرب العالمية الاولى بسنه او سنتين في فويرط،وعانى أهلها الجوع والمرض وقلة المؤنه فترة الحرب وهي طفله.
وما ان انتهت الحرب وتعدلت الاوضاع ودخل الناس الغوص وزادت الارزاق حتى توفى والدها وهي صغيره فضمها عمها بعد أن تزوج والدتها فكبرت ونشأت مع ابناء وبنات عمها.
وحفظت القرآن عند لمطوع وكانت نبيه سريعة الحفظ وذكيه.
كبرت وكبر بنات عمها وخطبوا وتزوجوا الا فاطمه فلم تكن جميله كبنات عمها.
كانت سمراء طويله ونحيفه وعيونها صغار، فلم يخطبها احد وتاخر زواجها حتى خطبها ابن عم والدها بعد وفاة زوجته لترعى عياله وترعاه فقبلت وتزوجته.
وكان فقيرا عصبي المزاج يكبرها بكثير، ولكنها عطفت على اطفاله اليتامى وربتهم واعتنت بهم ورضت بنصيبها.
احسنت تدبير امور بيتها وتنشئة الاطفال والعنايه بزوجها وكانت تطلب من الله ان ترزق بطفل ولكن الله لم يكتب لها.
كبر الاطفال وتزوجوا وشاخ الزوج ومرض فطببته واعتنت به بالغ الاعتناء.
حتى اخذ الله امانته وبقت فاطمه وحيده لا زوج ولا ابناء زوج.
بقيت على حالها ارمله عدة سنوات الى ان خطبها رجل من الغاريه ماتت زوجته،كان معروفًا وله ابناء واحفاد كبار ،خطبها لكي لا يبقى بلا زوجه وهو كبير بالسن.
وافقت فاطمه وارتحلت الى بيت زوجها وكانت بعمر ابناءه لكبار
اعتنت بزوجها الجديد وكان ميسور الحال فدبرت بيته ورتبته واهتمت بمظهره وتهيئته لمجلسه، فكانت تسخن له وضوءه في الشتاء وتجهز له بشته للجمعه وتقص له اطراف لحيته وتطبخ له وتعطر مرقده ولا تزعله واتلطف له وتصرف احفاده وتسكتهم اذا قيّل بعد الظهر.