هل يُعتبر توسُّلُ عمر بن الخطَّاب بالنَّبيِّ محمّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم عملاً بالتوسُّل بجاه الأولياء؟

التعليقات · 0 مشاهدات

في الإسلام، هناك نوعٌ من أنواع التوسُّل يسمَى "التوسُّل"، والذي يقصد به استخدام وسائل أو طرق معينة لتحقيق حاجات أو مصالح دينية. إلا أن بعض الناس قد يف

في الإسلام، هناك نوعٌ من أنواع التوسُّل يسمَى "التوسُّل"، والذي يقصد به استخدام وسائل أو طرق معينة لتحقيق حاجات أو مصالح دينية. إلا أن بعض الناس قد يفسرون هذا المصطلح بشكل خاطئ ويعتقدون أنه يعني الاستعانة بشخص ميت للحصول على النصر أو الشفاء. ومع ذلك، فإن الحديث الذي ذكرته عن عمر بن الخطاب عندما كان يستسقي بالعباس بن عبد المطلب ليس مثالاً على هذا النوع من التوسُّل الخاطئ.

يشرح لنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أن التوسُّل الوارد في هذا الحديث لا يشير إلى الاستعانة بجاه النبي أو العباس، ولكنه بدلاً من ذلك، يشمل الدعاء والتضرع إلى الله باستخدام الوسيلة التي تمثل اتصالاً روحياً وثيقاً بالنبي الكريم. فعندما يقول عمر: "إنا نتوسل إليك بنبينا"، فهو يعبر عن أهمية وصلاة واستجداء النبي ودفاعاته أمام الله.

ويتوافق هذا التأويل مع الواقع التاريخي للتوسُّل خلال حياة المسلمين الأولى. إذ كان الصحابة رضوان الله عليهم يقدرون ويتوسلون بدعوات النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الحالة، لم يكن عمر يرغب في الاعتماد على مكانة النبي فقط بل أيضاً قوة بركات ونفحاته الروحية.

ومن المهم التأكيد هنا أن التوسُّل المناسب في الإسلام يجب أن يكون موجهًا نحو الله سبحانه وتعالى وحده، وليس لأحدٍ آخر حيًّا ولا ميتًا. وهذا ما أكده أيضا الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه "التوسل".

وبالتالي، يمكن القول بأن التوسُّل الوارد في الحديث المتعلق بعمر وابن عمه العباس يختلف تمام الاختلاف عن فهم البعض للتوسُّل بجاه الآخرين، وهو تنوع شائع لدى بعض المسلمين اليوم. إنها دعوة واضحة للدلالة على إخلاص الصحابي للمسلمين وعلاقتهم الوثيقة بروحانية رسولهم الأعظم.

التعليقات