"تناقضات الابتكار الأخلاقي: مواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي الذاتـي المؤثر".

### تفاصيل المناقشة: بينما تُعتبر التكنولوجيا الحديثة ومن ضمنها الذكاء الاصطناعي الأدوات الأساسية للتنمية الإنسانية، فإن الانطلاق غير المنظم لها قد ي

بينما تُعتبر التكنولوجيا الحديثة ومن ضمنها الذكاء الاصطناعي الأدوات الأساسية للتنمية الإنسانية، فإن الانطلاق غير المنظم لها قد يؤدي إلى نتائج كارثية. النقاش هنا دار حول الوجه الآخر لأزمة الذكاء الاصطناعي ذاتي التأثير، والتي تشمل جوانب متعددة: من الأخلاقيات العامة والعلاقات بين الإنسان والآلة عبر التشريعات وضوابط الشريعة الإسلامية، حتى الاستسلام المحتمل لفكرة تحقيق المساواة الاجتماعية وموازنة التوزيع العادل للموارد والثروات الناجمة عن هذه التكنولوجيا المتطورة.

بدأت "إبتسام بن العابد"، محللة بارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، بتأكيد الطبيعة المثيرة لهذا التطور بينما سلطت الضوء على ضرورة وضع إطار عمل أخلاقي صلب للتحكم فيه وضمان خدمته للإنسان بأفضل طريقة ممكنة. ثم جاء رد محمد عبدالصمد المدغري، وهو محامٍ متمرس ومهتم بقانون المعلوماتية، حيث اعترف بإمكانية مساهمة الذكاء الاصطناعي في البناء المجتمعي ولكن بحاجة لمجموعة متنوعة من الترتيبات القانونية والاجتماعية أيضاً. وأشار أيضاً إلى تساؤلات جوهرية بخصوص حقوق الفرد أمام الزحف المتنامي للتقنيات الحديثة وكيفية توازن تلك الحقوق مع الفوائد المكتسبة منها.

أما بالنسبة لبن العابد نفسها فقد واصلت تقديم رؤى ثاقبة خلال المحادثة، مؤكداً مرة أخرى على حاجتها لعرض واسع يشمل الجوانب القانونية والمادية والدينية للشأن العام. وفي نهاية المطاف، انضم الدكتور أزهر التونسي لدائرتهم، داعياً إلى اعتبار الدين الإسلامي كنظام شمولي قادر على تحقيق السلامة الاجتماعية والحفاظ على العدالة أثناء التعامل مع تحديات الذكاء الاصطناعي. دعا إلى إعادة تحديد دور العقائد الدينية في المشهد العلمي الحالي وإلى تبني نهج أكثر شمولية في تعاملنا مع هذه القضية الحساسة.

وفي كلتا الحالتين، أصبح واضحا مدى تعقيد هذه المواضيع وكيف تستدعي فهمًا شاملاً وواسعا لجوانب مختلفة تتخطى حدود الفلسفة الأكاديمية التقليدية.


خالد بن زروال

3 مدونة المشاركات

التعليقات