• صاحب المنشور: ريهام القفصي
  
  ملخص النقاش:
  في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كوفيد-19 العالمية، أصبح العزل الذاتي خياراً ضرورياً لتحقيق التباعد الاجتماعي وتجنب انتشار الفيروس. ولكن هذا الوضع الجديد قد طرح تحديات كبيرة على الصحة النفسية للناس. هذه الدراسة تهدف إلى استكشاف الآثار النفسية للعزل الذاتي بناءً على التجارب الحية لعدد من الأفراد الذين اضطروا للعيش تحت ظلال الجائحة.

التأثيرات النفسية للعزل الذاتي

تظهر البيانات الأولية لتأتي هذه الأزمة بأن العديد ممن عايشوا فترة طويلة من العزل الذاتي بدأوا يشعرون بأعراض الاكتئاب والقلق والتوتر. وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة, أكثر من نصف الأشخاص الذين شملهم البحث أفادوا بتزايد الشعور بالوحدة والإحباط بسبب نقص الاتصال الاجتماعي المعتاد مع الآخرين. كما ذكر البعض شعورهم بالإرباك وعدم القدرة على التركيز نتيجة عدم وجود روتين يومي ثابت.

بالإضافة لذلك, فقدان الوظائف والتغيرات الاقتصادية الناجمة عن الوباء أدى أيضا إلى زيادة التوتر والمخاوف المالية لدى الكثيرين. حتى وإن كانت وظيفتهم مستقرة, العمل عن بعد خلق بيئة جديدة مليئة بالتحديات الخاصة مثل مشكلات التواصل الفعال وإدارة الوقت بكفاءة أكبر ضمن البيت الذي بات مركز الحياة اليومية الكامل.

الدعم النفسي أثناء العزل الذاتي

من المهم التعرف على أهمية رعاية الذات والحصول على دعم نفسي مناسب خلال هذه الفترة الصعبة. تشمل الاستراتيجيات المقترحة للتغلب على الضغط النفسي:

* التواصل المنتظم: حافظ على الروابط الاجتماعية عبر الهاتف أو الفيديو سواء مع الاصدقاء والعائلة أو زملاء العمل للحفاظ على الشعور بالانتماء للمجموعة وتفادي الإجهاد المنفرد.

* الروتين اليومي: حاول إنشاء جدول زمني يشتمل على الأنشطة المفضلة والأوقات المخصصة للاسترخاء والنوم، مما يساهم في تعزيز الشعور بالراحة والاستقرار الداخلي.

* أنشطة علاجية: مارس الرياضة المنزلية واستمع للأدب والكلمات الطيبة وشاهد البرامج الهادفة للقراءة أو المشاهدة والتي تساهم جميعها بتحسين الحالة المزاجية وتعزيز القوة الداخلية والثبات العقلي.

* طلب المساعدة المتخصصين: إذا كنت تجد صعوبة في إدارة أعراض الاكتئاب الشديد أو اضطراب القلق المستمر, فإبلاغ الشخص المختص أمر حيوي للغاية للحصول على العلاج المناسب قبل تفاقُم الأمر سوءاً.

هذه بعض الرؤى المبكرة حول تأثير العزل الذاتي على الصحة النفسية ويجب المزيد من الدراسات والبحث لفهم كامل لهذه القضية المعقدة. لكن الواضح بالفعل هو أن رصد علامات الإنذار واتخاذ إجراءات وقائية يعززان قدرة الناس على مقاومة آثار هذه المرحلة الحرجة الصحية وبالتالي الخروج منها بحالة نفسية أفضل وأكثر مرونة أمام المواقف المستقبلية المحتملة المشابهة لها مستقبلاً بإذن الله تعالى وعونه.