- صاحب المنشور: وفاء الدين الطاهري
ملخص النقاش:
## التحديات التي تواجهها النساء العاملات: التوازن بين العمل والحياة الشخصية
في عصرنا الحديث، أصبحت المرأة جزءًا لا يتجزأ من القوى العاملة. ومع ذلك، يظل تحقيق التوازن الصحيح بين المساعي المهنية والمسؤوليات الأسرية والتزامات الحياة الشخصية تحديًا كبيرًا للعديد من النساء العاملات. هذا الموضوع ليس مجرد قضية شخصية؛ بل إنه له انعكاسات مباشرة على الاقتصاد والمجتمع ككل.
الضغوط المتزايدة
تواجه النساء العاملات ضغطًا متزايدًا لتحقيق الرضا الوظيفي والنمو المهني مع تلبية الاحتياجات الأساسية لأسرهم وأحبائهم. وفقا لدراسة أجرتها مؤسسة Pew Research Center عام 2019، تقول نصف الأمهات اللاتي يعملن لساعات طويلة (48 ساعة أو أكثر) أنهن يشعرن بأن عملهن يؤثر سلباً على وقت قضاء الوقت مع عائلتهن. وهذا الواقع يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية نفسية وجسدية مثل الإرهاق والإجهاد والأرق. بالإضافة إلى ذلك، قد تشعر العديد من النساء بالذنب بسبب عدم قدرتهن على تقديم الدعم الكافي لعائلتهن أثناء غيابهن لفترات طويلة خارج المنزل.
سياسات دعم العمل الأسري
من الحلول المقترحة لمواجهة هذه المشكلة هي تطبيق سياسات داعمة للعائلة داخل مكان العمل. وتشمل تلك السياسات مرونة ساعات العمل، ومرافق رعاية الأطفال، وإجازات رعاية للمواليد الجدد وحالات الطوارئ الصحية والعائلية الأخرى. توفر هذه البرامج بيئة عمل صديقة للأمومة مما يساعد في تخفيف بعض الضغوط اليومية على النساء العاملات. فمثلاً، تتيح الشركات الأوروبية الرائدة للنساء إمكانية حصولهن على فترات راحة قصيرة خلال النهار لرعاية طفلهن بعمر أقل من ثلاث سنوات وفقاً لقانون الاتحاد الأوروبي لحماية الطفل الذي تمت الموافقة عليه سنة 2003 . ومن الناحية القانونية أيضا ، يوجد قانون أمريكا بشأن "الحقوق المدنية للعمل" الخاص برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والذي يحمي الحقوق القانونية لكل موظف عند مواجهة ظروف طبية طارئة تتطلب الرعاية المستمرة .
وفي حين أثبتت بعض البلدان نجاح نموذجاها لتوفير فرص عمل أفضل للحفاظ علي توازن حياتي جيد للأنثى عاملّة , إلا انه مازال هناك الكثير لنعمله عالمياً لإعطائهما حقّهما كاملا وذلك عبر قوانين أكثر شمولا وبمصطلحات أقرب إلي التعاطُف المجتمعي والاستيعاب النفسي لهاتين الحقيقتين المرتبطتين بطبيعتيهما الإنسانية والأخلاقية قبل كل شيء آخر ؛ أي احترام حقوق الإنسان بغض النظر عن الاختلاف الجنسي .. وهكذا فإن تبني نهج شامل ومتعدد الثقافات سيؤدي بلا شك لتغيير جذري نحو مستقبل افضل يقضي بإعادة ترتيب الأولويات الاجتماعية والسلوكية تجاه النوع الاجتماعي ضمن سوق العمالة العالمي.