- صاحب المنشور: العنابي الصمدي
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة العديد من الشباب العربي. هذه المنصات توفر فرص اتصال واسعة، تبادل الأفكار والمعرفة، والتواصل مع الأصدقاء والعائلة بغض النظر عن المسافات الجغرافية. ومع ذلك، فإن لهذه الوسائل آثاراً متعددة ومتنوعة على الصحة النفسية للشباب، بعضها إيجابي وأخرى سلبي.
من الجانب الإيجابي، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي تعزيز الروابط الاجتماعية وتقديم الدعم النفسي، خاصة خلال الفترات الصعبة مثل الحجر الصحي بسبب جائحة كوفيد-19. الدراسات الحديثة تشير إلى أن الوصول المستمر للأخبار والأفراد الذين يشعرون بالارتباط بهم عبر الإنترنت قد يحسن حالة الصحة النفسية ويقلل الشعور بالعزلة الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمنصات التواصل الاجتماعي تقديم موارد دعم هائلة تتعلق بالصحة النفسية، حيث يمكن للناس مشاركة تجاربهم واستكشاف طرق جديدة للتغلب على التوتر أو الاكتئاب.
إلا أن هناك جوانب مظلمة لهذه القصة أيضًا. الاستخدام الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط النفسي، الانزعاج والشعور بعدم الرضا الذاتي. التجارب اليومية المتكررة لمقارنة الذات مع الآخرين - المعروف باسم "التفضيل"، والتي غالباً ما تُظهر أفضل لحظات الأشخاص الأخرى ولكن ليس تحدياتهم الواقعية – يمكن أن تؤثر سلباً على تقدير الشخص لنفسه وثقته بنفسه. كذلك، التعرض مستمراً للمحتوى السلبي أو الكثيف الحمل العاطفي مثل الأخبار المؤثرة قد يسبب القلق والاكتئاب.
أخيراً، ينبغي لنا جميعاً أن نكون حذرين وأن نتذكر أنه بينما توفر وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الفوائد المحتملة، إلا أنها أيضاً تحمل مخاطر محددة مرتبطة بصحتنا النفسية. الأمر يتطلب توازناً بين الاستفادة من هذه الأدوات وبين حماية صحتنا النفسية.