رياضة أم ميسر: حكم المسابقات الرياضية التي تنطوي على مبالغ نقدية

التعليقات · 1 مشاهدات

في الإسلام، موضوع قواعد اللعبة والاستثمار المرتبط بالأنشطة الاجتماعية - بما في ذلك الرياضة - يتم التعامل معه بحذر شديد. عندما يتعلق الأمر بتنظيم مباري

في الإسلام، موضوع قواعد اللعبة والاستثمار المرتبط بالأنشطة الاجتماعية - بما في ذلك الرياضة - يتم التعامل معه بحذر شديد. عندما يتعلق الأمر بتنظيم مباريات كرة القدم حيث يتم جمع الأموال من اللاعبين لتحقيق مكاسب مادية، فإن هذه الظاهرة تعتبر غير قانونية وفقًا للشريعة الإسلامية.

هذه التنظيمات تشبه "الميسر"، وهو مصطلح يشير إلى أشكال الاحتيال والقمار المحرمة بشكل صريح في القرآن الكريم. يقول الله عز وجل: "إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ". وهذا يعني أن جميع أنواع المقامرة هي عمل شيطاني يجب تجنبها لتضمن النجاح الروحي في الحياة الدنيا والآخرة.

لقد أكد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أيضا على حرمة هذه الممارسات. حسب الحديث النبوي، "لا سَبَقَ إلَّا في نَصْلٍ أَو خُفٍ أَو حافرٍ"، والذي يفسر بأنه لا يمكن وضع رهانات إلا في حالات تتعلق بجهاد الحرب باستخدام الرماح أو الإبل أو الخيول. ولكن حتى هنا، فإن الغرض الوحيد لهذا النوع من السباق هو التدريب للجهاد والدفاع عن العقيدة والممتلكات الشخصية وليس مجرد المكاسب المالية.

إذاً، عندما يكون هناك دوريات لكرة القدم تحصل على رسوم أو تساهم بها الفرق نفسها للحصول على الجوائز النهائية، فهي تصنف ضمن الميسر المحرم. كما ذكر العلماء المعروفون، هذا ينطبق سواء تم دفع الرسوم بواسطة جميع فرق المنافسة أو فقط من قبل البعض منهم بينما الآخرون لا يساهمون. فالهدف الرئيسي لهذه الدوريات هو الربح المادي بدلاً من تعزيز المهارات الرياضية أو روح الرياضة النظيفة.

في نهاية المطاف، يجب أن نذكر أن هدف الإسلام الأساسي هو تحقيق الخير العام وتعزيز القيم الأخلاقية والإيجابية بين المجتمع. ولذلك، يُشدد على ضرورة الامتناع عن أي نشاط قد يؤدي إلى فساد الأخلاق أو انتهاك حدود الشريعة الإسلامية.

التعليقات