نكمل اليوم رابع ليالي هذه الحرب اللعينة. يختنق السودان برائحة الموت، تغطي سماءه الحرائق وأزيز الطائرات، الجثث ملقاة على قارعة الطريق، والبلاد تموت موتاً بطيئاً. وسط هذا المشهد المأساوي يقرع البعض طبول الحرب متدثرين بشعارات حق تستند على باطل. +
يحدثك فلول النظام السابق عن ضرورة الجيش الواحد، وهي مقولة حق سعينا لها عبر العملية السياسية حتى بلغنا آخر خطواتها سلماً ودون إراقة قطرة دم واحدة، وكان الجميع على استعداد للسهر والنقاش وصولاً للترتيبات الأمثل لإصلاح القطاع الامني والعسكري بما يعيد له وحدته ويطوره ويحدثه،+
ولكن ظل عناصر النظام البائد يعملون ليل نهار على تدمير هذا المسار وطرح بديل الحرب لبلوغ هذه الغاية، والآن يحدثك بعض من انطلت عليهم هذه الشعارات بأن هذه الحرب ستثمر وطناً واحداً بجيش موحد مهني وقومي تنتهي معه ظاهرة تعدد الجيوش .. وهو ما لن يحدث أبداً،+
فهذه حرب لن ينتصر فيها أحد، واذا لم تنتهي سريعاً فيتتحول لأربعة سيناريوهات نوجزها على النحو التالي أدناه:
١- النظام السابق وعناصره لا مشروعية سياسية لهم، ومع فشلهم في توفير الغطاء السياسي للحرب، سيلجأون لاستخدام الخطاب الجهوي الاثني كما فعلوا من قبل، +
وهو ما سيحول هذه الحرب لحرب إثنية جهوية، وبمراقبة بسيطة لبعض الخطابات التي تطفو على السطح الآن، نقرأ وبوضوح نذر تحولها لفتنة عنصرية تتغذى باختلالات الدولة السودانية التي لم تعالجها منذ الاستقلال. +