- صاحب المنشور: المنصوري الصقلي
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبح دور وسائل التواصل الاجتماعي مؤثراً بشكل كبير ومباشر على تكوين وتغيير آراء الجمهور حول مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية. هذه المنصات الإلكترونية التي كانت ذات يوم وسيلة للتواصل الشخصي والتفاعل مع الأصدقاء والعائلة, تحولت اليوم إلى أدوات قوية لتشكيل وجهات النظر العامة.
إن التغير الكبير الذي شهدته طريقة تلقي الأخبار والتواصل السياسي يعزى جزئياً إلى انتشار هذه الوسائل. فبفضل سرعة وكفاءة الإنترنت, يمكن للأفراد الآن الوصول إلى مجموعة واسعة من المعلومات والمواضيع المتنوعة بأقل جهد ممكن. هذا البيئة الغنية بالمعلومات تسمح بتبادل الأفكار بسرعة كبيرة ويمكنها التأثير بشكل عميق على كيفية رؤية الناس لمختلف القضايا.
لكن تبقى هناك مسائل أخلاقية وأمان تتعلق بهذه العملية. غالبًا ما يعتمد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي على بيانات غير مصدقة أو مضللة والتي يتم نشرها عمداً لتحريف الحقيقة أو تعزيز أجندة سياسية محددة. هذا النوع من المعلومات الكاذبة، المعروف باسم "أخبار مزيفة"، يشكل تحديًا حقيقيًا للمصداقية والديمقراطية عبر العالم.
بالإضافة لذلك، فإن الطبيعة الفورية لوسائل التواصل الاجتماعي قد تقود أيضاً إلى تضخيم ردود الفعل الأولية وردود الأفعال العاطفية أكثر مما ينبغي. وقد يؤدي ذلك إلى توليد رأي عام مبني على الاندفاع وغير مدروس كافياً بشأن قضية ما.
بالنظر إلى المستقبل، يبدو واضحا بأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الرأي العام لن يتراجع بل سيرتفع. ولذلك، ينبغي العمل نحو زيادة استخدام الأدوات التعليمية والدعائية التي تساعد المستخدمين على نقد وتحليل المحتوى الذي يتلقونه بشكل أفضل قبل اتخاذ قراراتهم بناء عليه.
هذه الحالة تستوجب أيضا رقابة اجتماعية أكبر وإشراف رسمي أقوى لمنع سوء الاستخدام والاستغلال السلبي لهذه المنصّات الضخمة. إنها فترة فاصلة حيث يتعين علينا إعادة تعريف دورنا كمستهلكين للقوة الإعلامية الحديثة واستكشاف طرق جديدة لإدارة تأثيراتها بكل مسؤولية وبصيرة.
