- صاحب المنشور: ناصر بن عمار
ملخص النقاش:مع انتشار جائحة كوفيد-19، أصبح التعليم الإلكتروني جزءًا حاسمًا من الأنظمة التعليمية العالمية. رغم فوائده العديدة مثل الوصول إلى المعرفة بلا حدود الزمن والمكان، إلا أنه يواجه العديد من التحديات الكبيرة. أحد أهم هذه التحديات هو الفجوة الرقمية بين البلدان الغنية والفقيرة حيث قد لا يتوفر لدى الجميع الإمكانيات التقنية اللازمة لتلقي الدروس عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، هناك تحدٍ ثقافي؛ الكثير من المجتمعات تفضل الطرق التقليدية للتعليم والتي تعتمد أكثر على التواصل وجهًا لوجه مع المعلمين.
الفجوة الرقمية ليست مجرد مشكلة تقنية، بل هي قضية اجتماعية واقتصادية أيضا. في بعض الدول الفقيرة، يمكن أن يصل معدّل القراءة والكتابة حوالي 20% فقط، مما يعني أن نسبة كبيرة من السكان غير قادرين حتى على التعامل الأساسي مع الحواسيب أو الهواتف الذكية. هذا الوضع يجعل التعليم الإلكتروني عائقا أمامهم وليس فرصة لهم. الحكومة والمؤسسات الخيرية تحتاج إلى العمل المشترك لتحسين الوصول إلى الخدمات الرقمية وتوفير التدريب المناسب للاستخدام الفعال لها.
القبول الثقافي
على الجانب الآخر، يوجد اعتراض ثقافي ضد التعليم الإلكتروني في بعض المجتمعات المحافظة. هؤلاء الناس غالبًا ما يشعرون بأن التعلم الشخصي والجماعي تحت إشراف معلم مباشر أكثر فعالية وأكثر احترامًا للتقاليد العائلية والدينية. هنا، تلعب الجهود المجتمعية والتوعوية دورًا مهمًا في شرح مزايا التعليم الإلكتروني وكيف يمكن دمجه بطريقة تتوافق مع القيم الثقافية والدينية.
في النهاية، بينما يسعى العالم نحو مستقبل رقمى بالكامل، فإننا بحاجة لموازنة ذلك مع الحقوق الأساسية لكل طالب ومجتمع. وبالتالي، فإن التركيز ليس فقط على تحقيق التحول الرقمى ولكن أيضًا التأكد من أنها عملية شاملة ومتكاملة تضم جميع أفراد المجتمع وتعطي الأولوية للمساواة والعدالة الاجتماعية.