أزمة التعليم العالي في الدول العربية: تحديات الواقع والطريق نحو التحسين

تشهد البلدان العربية تحولات كبيرة في مجال التعليم العالي، حيث تواجه هذه الأنظمة العديد من التحديات التي تؤثر على جودة ومستوى الخدمات المقدمة للطلبة

  • صاحب المنشور: المصطفى الفاسي

    ملخص النقاش:

    تشهد البلدان العربية تحولات كبيرة في مجال التعليم العالي، حيث تواجه هذه الأنظمة العديد من التحديات التي تؤثر على جودة ومستوى الخدمات المقدمة للطلبة. إن فهم طبيعة هذه التحديات وتقديم حلول عملية ضروري لضمان مستقبل تعليمي أفضل للأجيال القادمة.

**العوامل المؤثرة**

  1. التدفق الهائل للطلبة: شهدت الجامعات العربية زيادة هائلة في عدد المتقدمين خلال العقود الأخيرة، مما أدى إلى الاكتظاظ الشديد فصول الدراسة والمختبرات والمرافق الأخرى. هذا الوضع يتسبب في انخفاض مستوى الاهتمام الشخصي لكل طالب، وبالتالي تقليل فرص التعلم الفعالة.
  1. نقص الكوادر الأكاديمية المؤهلة: غالبًا ما تعاني جامعاتنا من نقص شديد بكفاءات أكاديميين ذوي خبرة وكفاءة عالية. يؤدي ذلك إلى عدم القدرة على تقديم مواد دراسية حديثة ومتنوعة تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة باستمرار.
  1. التكنولوجيا والرقمنة: رغم أهميتها القصوى في عصر المعرفة الحالي، إلا أنها لم تحقق كامل طاقتها في معظم مؤسسات التعليم العربي بسبب ضعف البنية التحتية التقنية وعدم توفر التدريب اللازم للمدرسين حول استخدامها بفعالية داخل الفصل الدراسي.
  1. تمويل محدود وموارد ضيقة: تعتمد أغلبية جامعات المنطقة على تمويل عام غير كافٍ، وهذا يحد بشدة من قدراتها على تطوير بنياتها الأساسية وتحقيق البحث العلمي الجاد واستقطاب أعضاء هيئة تدريس متميزين عالمياً.
  1. الانفتاح العالمي والتنافس الدولي: تواجه الجامعات المحلية منافسة شرسة مع نظيراتها الدولية والتي تقدم خدمات تعليمية متفوقة بمختلف المقاييس؛ الأمر الذي يدفع الكثير من الطلبة للحصول على درجتيهم خارج الوطن، مما يساهم في هجرة العقول ويضر بالاقتصاد الوطني العام.

**حلول واقعية لتحسين الوضع**

لتخطي تلك الصعوبات الحالية، يمكن اتخاذ الخطوات التالية:

* استثمار أكبر فى البحث العلمي والبرامج التطبيقية: ينبغي دعم المؤسسات الأكاديمية ماليا لتوفير بيئات بحث علمي قوية، بالإضافة لإطلاق دورات ذات اهتمام عملي تتماشى مع حاجيات سوق العمل المستقبليّة.

* زيادة الاستقرار الوظيفي لأعضاء الهيئة التدريسيّة: بتزويدهم بالأجر المناسب والإمكانيات الداعمة للتطور المهني المهني المستمر بما فيه حضور مؤتمرات دولية وعرض نتائج عملهم وإعادة تأهيل مهارات جديدة، سيضمن جذب أفضل الخيارات المتاحة لهذه اللحظة الحرجة.

* تكامل التكنولوجيا الحديثة: بإدخال التقنيات الرقمية وأجهزة الحاسوب اللابتوب ضمن الروتين اليومي سواء كان ذلك داخل الصفوف أو خارجهما باستخدام نظام إدارة تعلم عبر الإنترنت مثلا "MOOC" - Massive Open Online Courses-.

* تحقيق الشفافية الحكومية بشأن السياسات العامة: هناك حاجة ماسّة للإفصاح الواضح والصريح فيما يتعلق بسياسة الحكومة تجاه قطاع التعليم عامه والجامعي خاصة -خصوصاً تحديد الموازنات السنوية المُخصصة لذلك القطاع-.

* إنشاء شبكات تعاون بين الجامعات محليا وقاريا: ستسمح مثل هذه الشبكات المشتركة تبادل الأفكار والمعارف وخلق مسارات مشتركة أكثر فعالية لتعزيز مكانتهم العالمية وتعظيم تأثير تأثيرهم الاقتصادي الإيجابي عليهم وعلى بلدانهم الأم أيضًا.


خولة بن عبد الله

4 مدونة المشاركات

التعليقات