• صاحب المنشور: زهور العروي
  
  ملخص النقاش:
  

  مع تزايد شعبية استخدام الطائرات بدون طيار أو "الدرون" في تقديم الخدمات اللوجستية والتوصيل، أصبح من الضروري النظر في التأثيرات البيئية المحتملة لهذه التقنية الناشئة. بينما يروج البعض لها كحل مستدام للنقل بسبب انخفاض استهلاك الطاقة مقارنة بالمركبات الأرضية التقليدية، هناك جوانب أخرى تحتاج إلى الفحص الدقيق.

الأثر الكربوني:

على الرغم من كونها أكثر كفاءة في الاستهلاك للطاقة لكل رحلة فردية، فإن عدد الرحلات المتكررة التي يمكن لهذه الآليات القيام بها قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في الانبعاثات الكربونية عندما يتم أخذ حجم العمليات الشامل بعين الاعتبار. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب تصنيع واستبدال هذه الأجهزة كميات هائلة من المواد الأولية والطاقة اللازمة لإنتاج البطاريات والمكونات الأخرى المرتبطة بها.

تأثير الازدحام الجوي:

إن دخول عشرات الآلاف من الطائرات الصغيرة غير المأهولة إلى المجال الجوي سيضيف ضغطاً جديداً على المنظومة الحالية للإدارة المرورية الجوية مما يستلزم تطوير وتعديل القوانين والقواعد التنفيذية للحفاظ على السلامة العامة وضمان عدم تعطيل حركة الطيران التجارية المنتظمة للأغراض المدنية والعسكرية.

السلامة وأمن البيانات الشخصية:

تطرح مسائل خصوصية المستخدم أيضًا تحديا رئيسيا حيث أنها تحلق عادة فوق المناطق السكنية وبالتالي الوصول المحتمل لصور ومقاطع فيديو خاصة لم يتم الحصول عليها بموافقة مالكي المنازل. وهناك أيضا خطر التعرض لهجمات قرصنة تقنية المعلومات إذا تعرض النظام لتسريب بيانات حساسة أثناء عملياته التشغيلية.

الحلول المستقبلية:

لتقليل العبء السلبي الذي تخلفه عمليات التسليم عبر الطائرة الدرون، ينبغي التركيز على تعزيز البحث العلمي والتطور التكنولوجي لتحسين تصميم وصيانة وصنع هذه المركبات ذاتياً قدر الإمكان باستخدام مواد معاد تدويرها وخفض وزن الهيكل العام للمركبة وزيادة مسافاتها بين شحنات بطاريتها وكذلك توسيع نطاق شبكات الاتصالات الموفرة لطاقتها خارج نطاق تغطية البرج الراديو المعروف حاليًا لحماية محيطنا الطبيعي والحياة البحرية برا وجوا. كما أنه ضروري إلزام جميع فاعلين بالمبادئ الأخلاقية الخاصة بقضايا حماية الحقوق الأساسية مثل الاحترام الكامل لخصوصيتك وإعلام المجتمع المحلي بأمور تتعلق بهذه العملية قبل البدء بها ضمن مناطق سكناه.

في ختام الأمر، رغم مزايا الدrones الواضحة فيما يتعلق بتسريع سرعات توصيل طلبات الأفراد والشركات إلا انه عند دراسة الجانب الآخر منها بيئيا واجتماعيا فلابد لنا حينذاك توخي الحيطة والحذر لإيجاد حلول مناسبة تضمن تحقيق توازن جيد ومنصف يحفظ حقوق كافة الاطراف ويعزز مستوى جودة حياتهم.