• صاحب المنشور: مي العياشي
  
  ملخص النقاش:
  في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، باتت هذه المنصات تشكل جزءاً أساسياً من حياة العديد من الشباب العربي. ولكن هل تحولت هذه الوسائط إلى مصدر للراحة والاسترخاء أم أنها أصبحت سبباً رئيسياً للتوتر والقلق؟ هذا محور حديثنا اليوم حيث سنستكشف كيف أثرت وسائل التواصل الاجتماعي مباشرة على الصحة النفسية للشباب العربي.

التوقعات المرتفعة: عالم مثالي مقابل الواقع الحقيقي

من أكثر المشكلات شيوعاً التي تواجه المستخدمين عبر الإنترنت هي الشعور بأنهم مقارنة بأقرانهم الذين يظهرون حياة مثالية بلا مشاكل أو عيوب. الصور المحررة جيدًا، التعليقات الإيجابية الزائدة، والمحتوى الذي غالباً ما يتم تسليطه الضوء عليه فقط لأنه مميز - كل ذلك يمكن أن يخلق جواً زائفاً يشجع على المقارنة غير الصحية بين الذات والآخرين. هذا قد يؤدي إلى انخفاض تقدير الذات والشك بالنفس مما يساهم في ظهور حالات القلق والاكتئاب لدى بعض الفئات العمرية كالطلاب الجامعيين والشباب العاملين حديثاً.

التفاعل المفرط والتواصل الافتراضي: حدود جديدة

كما يعد الوقت الطويل المستغرق أمام الشاشات قضية ملحة بحاجة للمناقشة. بينما توفر وسائل الإعلام الاجتماعية فرصة للتواصل مع الأفراد حول العالم، فإنها أيضاً تستنزف الطاقة الذهنية والجسدية بمجرد زيادة عدد ساعات استخدامها يومياً. التقليل من النوم وقضاء وقت أقل خارج المنزل والحياة الشخصية تقليديا، بالإضافة لتأثيرات "الإدمان الرقمي"، جميعها نقاط يجب مراقبتها بعناية خاصة بالنسبة لمن هم ضمن مرحلة تكوين شخصية مستقبلية مثل الشباب.

التأثير المحتمل للإعلانات والأخبار المضللة

بالإضافة لذلك، تلعب المعلنين دور فعال أيضاً في حياتنا الإلكترونية الحديثة. الدعاية الزائدة للأشياء التجارية ومضاعفة الرسالة التسويقية لها تأثير كبير حتى وإن لم يكن مباشراً. كما تتسبب الأخبار الكاذبة المنتشرة بسرعة فائقة عبر شبكات التواصل الرقمية في الكثير من الهواجس والخوف وكذلك الغضب عند قراءتها واتخاذ القرار بناء عليها. هذه الظاهرة تؤثر بشدة على الجانب العقلي والعاطفي للأجيال الأصغر سناً وتجعل الأمر أصعب عليهم فهم الحقائق السياسية والاقتصادية العالمية بشكل صحيح.

الحلول المقترحة: التوازن بين الاستخدام والنشر المسؤول

إن إدراك الآثار السلبيّة المحتملة لهذه الأدوات مهم للغاية للحفاظ على رفاهيتنا العامة والصحة النفسية خصوصاً خلال فترة البلوغ المبكرة والتي تحتاج مزيداً من التركيز والدعم المتابعة قدر المستطاع. ومن الأمثلة العملية لتحسين الحالة المزاجية لدى رواد مواقع الشبكة العنكبوتيه العربية اتباع نهج أكثر اعتدالا تجاه الكميات المكتسبة منه منها كالانقطاع مؤقتاً وإعادة النظر فيما إذا كان له أي ثمار فعلاً بخلاف مجرد الترفيه المؤقت ثم البدء مرة أخرى بعد فترة راحه مناسبة لفترة وجيزة قبل الرجوعة مجددًا لنفس الروتين المعروف منذ القدم بأنه مفيد لصحة الجسم والنفس البشرى عموما كذلك تعزيز طبيعتك الإنسانيه بالإقبال علی الأنشطة الجماعية الأخرى ذات طابع حضاري كالقراءة والاستماع الموسيقي الرياضۃ وغيرهما كثير مما يساعد كثيرآ علي تخفيف حدة الاعتماد الكلي علي تلك الوسيلة الجديدة نسبيا إلي حدٍّ ما .

وفي النهاية ، نذكر أنه بالرغم من كون المواقع الإلكترونية أفادت مجتمعات عديدة بتوفير قاعدة بيانات واسعة إلا انه ينصح باستخداماتها بحرص كي لاتتحوّل لعلبة رذاذ ض