لما بلغ المعلمي وفاة أخيه في اليمن نعاه في خطبة الجمعة وهو حينها قاضي قضاة دولة الأمير الإدريسي فقال:
«وإنه قد بلغني ما قضاه الله من وفاة سيدي الأخ الفاضل العالم العامل عز الإِسلام: محمد بن يحيى بن علي المعلمي رحمه الله. وهذا حوض مورود، وسبيل مسلوك، لا مفر منه، ولا محيد عنه
=
=
ولقد-والله-ذرفت العيونُ، وتسعَّرت الشجونُ، وتصاعدت الزفراتُ، وتوقَّدت الحسراتُ. إذا ما استنجدتُ الصبرَ لم يُجِبْ، وإذا دعوتُ الجَلَد لم يُلبِّ. فإذا التفتُّ إلى الدموع وجدتُها مُسْعِدةً بصبِيبها، مُرجَحِنَّةً بشآبيبها...
=
=
فأنا تارةً أسلِّي نفسي، وتارةً أغالط يأسي. وأيَّ شيءٍ تفيد المراجعة، أو تُجدي المغالطة والمخادعة! ولكنِّي أقول:
أحقًّا عبادَ الله أن لستُ رائيًا
شقيقيَ بعدَ اليومِ إلا توهُّما».
#رحماللهالمعلمي
ما أرق مشاعر هذا الحبر، وما أوفاه لمن أحسن إليه!
فلقد كان أخوه من شيوخه، وعاش في كنف رعايته وعطفه وحنانه، حين كان محمد بن يحيى قاضيا بمدينة تربة ذبحان ورحل إليه الإمام وهو قبل البلوغ وعاش عنده يرعاه ويعلمه، وقد ذكرت بعض ذكرياته مع أخيه وحرصه على أولاده بعد وفاته في الترجمة!