- صاحب المنشور: حمزة الحنفي
ملخص النقاش:
لقد غيرت الثورة التكنولوجية الحديثة جوانب عديدة من حياتنا اليومية، بما في ذلك الطريقة التي نتفاعل بها داخل العائلة. بينما تتيح لنا هذه التقنيات الجديدة وسائل أكثر سرعة وأسهل للتواصل والترفيه، إلا أنها قد أثارت أيضا مخاوف بشأن تأثيرها المحتمل السلبي على الروابط الأسريّة. هذا المقال يستكشف كيف تؤثر التكنولوجيا الرقمية على العلاقات الأسرية وكيف يمكن التعامل مع تلك التأثيرات لتحقيق توازن صحي بين الاستخدام المتقدم والترابط العائلي الوثيق.
التواصل الإلكتروني مقابل الحوار الشخصي
في الماضي القريب، كان الحديث المباشر هو الطريقة الوحيدة لتبادل الأفكار والأحاديث ضمن الحدود المنزلية. لكن الآن، أصبح الإنترنت ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وإنستغرام وتويتر توفر طرقاً متعددة ومتنوعة للوصول إلى أفراد عائلاتهم حول العالم. رغم فعالية الاتصالات عبر شبكة الإنترنت، فإن الكثيرين يشعرون بأن هناك فقدان لجودة التجارب البشرية الفعلية عندما يتم استبدال الحوار الشخصي بالإشارات الرمزية أو الرسائل النصية القصيرة. يؤكد العديد من الخبراء الاجتماعيين أنه رغم أهميتها، إلا أن الزيارات الشخصية وقضاء الوقت سوياً بدون أي عوامل خارجية تشغل الانتباه تبقى أفضل طريقة لإعادة بناء الجسور وتعزيز روابط الأسرة.
مشكلة إدمان الأجهزة الذكية
إحدى القضايا الرئيسية المرتبطة باستخدام الأجهزة المحمولة هي قدرتها على كونها مصدرًا للإلهاء أثناء فترات تخصيص وقت للعائلة. يجد الآباء والأطفال نفسهم غالبًا مدمنين لاستخدام الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى مما يعزز انقطاع التركيز أثناء اللحظات المهمة مع أحبابهم. وفقا لدراسة نشرت عام ٢٠١٨، وجد الباحثون أن الأطفال الذين يقضون كميات كبيرة من الوقت أمام الشاشة لديهم مستويات أقل من مهارات اللغة وقد يبدو عليهم نقص في الشعور بالتعاطف مقارنة بأقرانهم الذين يحصلون على جرعات معتدلة أو قليلة جدًا منها. لذلك، ينصح بإيجاد حلول وسط تساعد جميع أفراد العائلة على تقليل الاعتماد الكلي للأجهزة والحفاظ على وجود بصمة حضارية واضحة خلال محادثتهم الخاصة خارج نطاق الشبكات الاجتماعية المفتوحة دائما والمفتونة باستمرار بمحتواها الجديد الذي يخطف اهتمام الجميع بسرعة البرق!
فرص تعاون جديدة
على الرغم من كل الصعوبات المذكورة أعلاه حول استخدام التكنولوجيا في المنازل، إلا أنها بالمقابل تحمل بعض الفرص الإيجابية أيضًا والتي تستحق النظر إليها بعين الاعتبار أيضاً: فالتعاون المشترك عبر الانترنت مثلا ممكن لجميع افراد أسرة واحدة حتى لو كانوا منتشرين جغرافيا فى مناطق مختلفة وذلك بواسطة مؤتمرات الفيديو المصاحبة لمواقع التواصل الاجتماعى حيث يتم عقد اجتماعات افتراضيه دوريه تساهم بتحسين مستوى التواصل الداخلى فضلاً عنه دعم العملية التعليمية لأطفالكم وإنجاز الأعمال المكتبية بالإضافة لعرض فعاليات مناسبات عائلية جماعيه كأعياد الميلاد وغيرها بكفاءة عالية وبشكل مباشر طالما هناك شبكه إنترنت قويه وموثوقه لاتصال جيد .
وفي ختام حديثنا هنا ، يمكننا تلخيص رؤيتنا بان الحكمة تكمن دوماً فيما يتعلق الأمر باتباع النهج المعتدل حين يأتي دوره مرة أخرى؛ فالاستخدام الأمثل للتطور الحديث بلا شك محمود اذا تم وضعه تحت إدارة مسؤوله وفطنة ذهنية مصحوبة برؤية ثاقبة نحو هدف أخلاقى نبيل للافاده منه لاحقا بطرق تفيد الجميع .