ثريد عن #الصداقة و #الصديق
كثير من الناس لديها خلط وارتباك حول معنى الصداقة ويعتقدون أن المعرفة والجيرة والتزامل صداقة وهذا بالتأكيد غير صحيح.
الصديق لا يشترط في وصفه بهذه الصفة مرور الزمن الطويل على بداية الصداقة بقدر ما يشترط في وصفه بهذه الصفة عمق العلاقة.
ما يخلق عمق الصداقة هو مرورها بنقاط احتكاك ومواقف حادة تصمد هذه الصداقة لها ويظهر فيها معدن الصديق في نتائج مثل: الطيبة، التسامح، الهدوء بعد غضب شديد، الاعتذار بعد الخطأ والأهم هو أن يكون الصديق في ظهرك لحمايتك لا أن يكون في ظهرك كشوكة مؤلمة.
عدم الارتياح، الارتياب في النوايا، الخوف من البوح بالأسرار، وعدم الاطمئنان؛ هي أحاسيس لا ينبغي أن يكون أحدها موجود في علاقتك مع صديق. في هذه الحالة يكون لهذا الشخص أي صفة أخرى بالنسبة لك عدا الصداقة.
الغيرة تنشأ بين الناس، وكذلك الحقد. الحقد لا ينبغي له أبداً أن يكون بين صديقين بالتأكيد هذا أمر مفروغ منه. لكن اذا نشأت الغيرة فعلى الشخص الذي نشأت عنده أن يبدأ فورًا في علاج هذه الغيرة وإلا فهذه صداقة لن تستمر حتى لو أراد الغيور الاستمرار لأن انتباه الطرف الآخر سينهيها.
لا مانع أن يفيد الصديق صديقه وأن يستفيد الصديق من صديقه. لكن بداية الصداقة لا تكون منفعة. أي أساس الصداقة ذاته. المنفعة والاستفادة تأتي لاحقًا بشكل تلقائي لأن من فضائل الصداقة المساعدة. لكن نفعني وأنفعك ليس مبدأ تقوم عليه صداقة. اسمها علاقة منفعة ونسمي الأشياء بمسمياتها.