• صاحب المنشور: مشيرة بن عبد المالك
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهدت المنطقة العربية تحركات استراتيجية متزايدة من قبل إيران، والتي أثرت بشكل كبير على التوازن السياسي والأمني. هذا التحول الكبير في السياسة الخارجية الإيرانية يمكن رصدُه عبر عدة محاور رئيسية.

أولا، هناك الدعم العسكري والمالي الذي تقدمه طهران إلى جماعات مختلفة موالية لها داخل البلدان العربية، مثل حزب الله في لبنان والأنصار في اليمن. هذه الحركات، التي تعتبرها بعض الدول الغربية والإسلامية "إرهابية"، تعمل كعناصر قوة بالنسبة لإيران وتساعد في تحقيق مصالحها الاستراتيجية.

ثانيا، نشاطات إيران النووية المستمرة تثير قلقا عميقا لدى العديد من الدول العربية والخليجية خاصة. يعتبر هؤلاء الجهود الإيرانية لتطوير برنامج نووي مدني غطاء للاستعدادات لصنع الأسلحة النووية، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لهم لأسباب أمنية واستقرار سياسي.

ثالثًا، تسعى إيران أيضًا لتعزيز نفوذها الاقتصادي والمعنوي عبر إنشاء شبكة واسعة من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية مع دول عربية عديدة. لكن هذه الروابط، رغم أنها قد تقدم فوائد اقتصادية قصيرة المدى، تخلق أيضا اعتمادا اقتصاديا سياسيا قد يستغل لاحقا لتحقيق مكاسب جيوسياسية أكبر.

وأخيرا، تعزز إيران دورها الاجتماعي والثقافي في العالم العربي، حيث تشجع الإسلام الشيعي وتحاول توطيد وجودها الثقافي والديني في مجتمعات ذات أغلبية سنية. وهذا يؤدي إلى زيادة التوترات الطائفية ويضعف من الوحدة الوطنية في عدة بلدان عربية.

إن التأثيرات المتعددة لهذه التحولات الإيرانية تقوض الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط بشكل عام، وتعكس حاجة ملحة للتشاور والتواصل بين الدول العربية لمواجهة هذا الوضع الجديد والحفاظ على الأمن الوطني والقومي لكل دولة.