• صاحب المنشور: فايزة بن القاضي
  
  ملخص النقاش:
  

  في عصر يتسم بالتكنولوجيا المتطورة والعمل الرقمي، أصبح التوازن بين متطلبات الوظيفة ومتع الحياة الشخصية قضية حاسمة. هذا التحدي ينطبق على الجميع تقريبًا، بغض النظر عن العمر أو المهنة. يشكل ضغط العمل العالي الذي يمتد حتى خارج ساعات الدوام الرسمي، جنبًا إلى جنب مع الواجبات الأسرية والرغبة في الاسترخاء والتواصل الاجتماعي، تحديًا يوميًا غالبًا ما يؤدي إلى الإرهاق والإجهاد.

من الناحية التاريخية، كانت الحدود التقليدية بين العمل والحياة الخاصة أكثر تحديدًا بكثير مما هي عليه الآن. اليوم، مع القدرة على الوصول إلى البريد الإلكتروني والرسائل الفورية على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، أصبح الخط الفاصل بين الاثنين غير واضح وغير واضح المعالم. هذه الظاهرة تعززت بسبب جائحة كوفيد-19 التي دفعت العديد من الأشخاص للعمل من المنزل، مما جعل المنصة الرقمية مكان عمل ومكان عائلة ومكان ترفيه مشترك.

التأثيرات النفسية

على الصعيد النفسي، يمكن أن يؤدي عدم توازن العمل والحياة الشخصية إلى مجموعة من المشاكل الصحية. الدراسات تشير إلى زيادة معدلات الاكتئاب والأرق واضطرابات القلق لدى الأفراد الذين يعانون من هذا الانفصال. بالإضافة إلى ذلك، قد تتراجع الروابط الاجتماعية والعاطفية داخل الأسرة والمجتمع المحلي نتيجة لتخصيص وقت أكبر للعمل.

استراتيجيات لتحقيق التوازن الصحي

لتحقيق توازن أفضل، هناك عدة استراتيجيات يمكن اتباعها:

• وضع حدود زمنية محددة للعمل خلال النهار وعدم التدخل بها إلا عند الحالات الطارئة.
• تشجيع المرونة في أماكن العمل حيث يتم تقدير الوقت الشخصي والاستراحة أثناء ساعات العمل الرسمية.
• تعزيز التواصل المفتوح وصريح بين أفراد الأسرة حول توقعات كل طرف فيما يتعلق بالوقت والتعبئة الذهنية.
• تخصيص فترات منتظمة للاستجمام والنشاط البدني والصلاة والدعاء للحفاظ على الصحة العقلية والجسدية.

وفي النهاية، فإن تحقيق التوازن الأمثل ليس هدفاً ثابتاً ولكنه رحلة مستمرة تحتاج إلى مرونة وتكيف دائم حسب ظروف الحياة وظروف العمل المتغيرة باستمرار.