حدث بالفعل
لله في خلقه شئون.
أنا من جراحي العظام المشهورين بالقصر العيني، أنحدر من أسرة ثرية وبمجرد حصولي على بكالوريوس الطب أوفدني أبي لجامعة كامبردج ببريطانيا للحصول على الماجستير والدكتوراة بل والزمالة أيضاً.
اخترت تخصص العظام وعشت في بريطانيا أكثر من عشر سنوات ? https://t.co/DXrjnVxI1d
اصطبغت فيها حياتي بالمجتمع الإنجليزي في عاداته وسلوكياته وساعدني سرعة تكيفي مع البيئة الإنجليزية المحيطة بي،عدت لمصر وتم تعييني مدرساً لجراحة العظام بالقصر العيني كنت صريحاً لا أقبل المجاملات وسخياً لأبعد الحدود وربما كان هذا ماأثار حيرتهم "فالبخل الشديد هو أول عادات الإنجليز"?
ولكن ربما كان ذلك بقايا من شرقيتي المطمورة، لا أحب المزاح والهزل ولكن رغم كل ذلك كنت محبوباً من طلابي وزملائي لا أبخل عليهم بعلمي أو بمالي، أنقل اليهم خبراتي ولا أكتم عنهم ما أعرفه مثلما يفعل بعض الزملاء كنت مسلماً تقليدياً أصوم رمضان وحججت البيت وملازما للقرآن.?
تزوجت من ابنة عمي، مر على زواجنا عشرة أعوام لم نرزق فيها بطفل ولم أدخر جهداً في عرضها على كبار الأطباء داخلياً أو خارجياً..
استسلمت لقضاء الله كانت(دنيتي وحياتي)معها أنسى كل متاعب الدنيا، تعرف متى تحدثني ومتى تتركني،أعرف كم تتعذب حينما تجد منزلنا خالياً من ضحكات الأطفال ولعبهم?
كنت أعتبرها ابنتي،أدللها مثلما كانت تناديني دائماً(يابني)دعيت مرة لمؤتمر لجراحة العظام بجامعة أسيوط،ركبت القطار المكيف وأخذت أبحاثي معي،فجأة جلس بجواري رجل يتضح من هيئته أنه فلاح أو صعيدي،أسمر الوجه واسع العينين يرتدي جلابية رمادية اللون يغطي رأسه بشال أبيض يفوح من ثيابه عطر نفاذ