حقائق وأرقام: تأثير التغير المناخي على الزراعة العالميّة

منذ عقود، أصبح التأثير السلبي للتغيرات المناخية واضحاً على مختلف القطاعات حول العالم. لكن أحد أكثر المجالات تأثراً هو قطاع الزراعة. حيث يواجه المنت

  • صاحب المنشور: عهد المجدوب

    ملخص النقاش:

    منذ عقود، أصبح التأثير السلبي للتغيرات المناخية واضحاً على مختلف القطاعات حول العالم. لكن أحد أكثر المجالات تأثراً هو قطاع الزراعة. حيث يواجه المنتجون تحديات كبيرة بسبب تقلب الطقس الشديد، الجفاف المتزايد، الفيضانات المفاجئة، والأمطار الغزيرة غير العادية التي تتسبب في خسائر فادحة للمحاصيل والموارد الطبيعية.

وفقًا لتقرير الأمم المتحدة المعني بتقييم آثار تغير المناخ (IPCC)، فإن درجة الحرارة العالمية ارتفعت بمعدل يتجاوز 1°C مقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية. وهذا الارتفاع قد أدى إلى العديد من التحديات الرئيسية للزراعة:

التأثيرات المباشرة وغير المباشرة

  • زيادة درجات الحرارة: يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى انخفاض جودة التربة وتجفيفها، مما يقلل من رطوبة النبات ويضعف نمو المحاصيل. كما أنه يزيد من خطر الإصابة بالأمراض والحشرات.

  • تقلبات الطقس القصوى: تحدث ظاهرة الاحتباس الحراري المزيد من الأحداث القاسية مثل الأعاصير والجفاف والفيضانات والتي يمكن أن تدمر المحاصيل وتضر بالبنية التحتية للزراعة.

  • ندرة المياه العذبة: يتزامن تراجع مياه الأمطار مع زيادة حرارة الأرض، مما يخلق نقصا كبيرا في موارد المياه اللازمة لري المحاصيل والصناعة الغذائية.

تأثيرات هامة أخرى

  • انخفاض إنتاجية المحاصيل: تشير الدراسات العلمية إلى أن غالبية محاصيل الحبوب سوف تواجه انخفاضًا كبيرًا بنسبة يصل إلى 30% بحلول عام 2050 لو استمرت مستويات ثاني أكسيد الكربون عند معدلاتها الحالية.

  • تغيير موسم زراعة المحاصيل: نتيجة لتغير الظروف المناخية، ستُضطر الدول إلى تعديل فترات الزراعة لمحاولة الحفاظ على جودة ومنتجيتها. هذا ليس سهلا خاصة بالنسبة للدول النامية ذات الموارد المالية والبشرية المحدودة.

  • تهجير المجتمعات الريفية: عندما تفشل الزراعة، يعيش الناس الذين يعتمدون عليها عواقب كارثية. فقد يأخذ ذلك شكل الهجرة الداخلية أو الخارجية بحثًا عن فرص عمل جديدة.

الحلول المحتملة والاستراتيجيات المستقبلية

رغم هذه التحديات الضخمة، هناك حلول واستراتيجيات ممكنة لتحقيق قدر أكبر من المرونة والتكيف:

  • استخدام التقنيات الذكية: توفر الاستشعار عن بعد، والأنظمة الآلية الحديثة، وتحليلات البيانات رؤى قيمة لمساعدة الفلاحين في اتخاذ قرارات أفضل بشأن استخدام المياه ومكافحة الآفات وإدارة المخاطر المرتبطة بالمناخ.

  • تنويع المحصول: يساعد اختيار نوع متنوع من المحاصيل ذي خصائص تناسب البيئات المختلفة على الحد من الخسارة الاقتصادية الناجمة عن أي تغيير مفاجئ في الظروف المناخية.

  • الابتكار الزراعي: تحتاج تطورات جديدة في مجال تقنيات الهندسة الوراثية وفي علوم المواد الجديدة لصنع مواد متخصصة تخدم احتياجات الزراعة، بالإضافة إلى البحث الجاد نحو إنتاج أنواع أكثر مقاومة للحرارة وقلة الماء والعوامل الأخرى المضرة بالحصاد.

إن مواجهة التغير المناخي أمر ضروري لحماية الاستقرار الاقتصادي الاجتماعي والثقافي للأجيال القادمة. ولذلك يجب التعامل الجدّي مع هذا الموضوع من جميع الأصعدة الحكومية والشعبية.


رحمة بوزرارة

2 مدونة المشاركات

التعليقات