- صاحب المنشور: سناء بن شريف
ملخص النقاش:في ظلّ توسّع الفرص الاقتصاديّة والتطوّر الاجتماعي الذي تشهده البلدان العربيّة، وجدت النساء نفسهن في مكان العمل بدرجة أكبر مما سبق. هذا الأمر قد يُعتبر خطوة رائدة نحو المساواة والإنجازات الشخصيّة؛ إلّا أنّه يطرح أيضاً العديد من التحديات المتعلقة بالتوازن بين المسؤوليات المهنيّة والشخصيّة. هذه القضية ليست فريدة للعالم العربي فحسب، ولكنها تأخذ طابعاً خاصاً هنا بسبب التحولات الثقافيّة والدينيّة المجتمعية. سنستكشف فيما يلي أهم الجوانب لهذه المشكلة وكيف يمكن للمرأة العاملة التعامل مع ضغوطاتها.
التحديات الأساسية
- ضغط العمل: غالباً ما يتطلب العمل ساعات طويلة ومتطلبات غير محدودة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تقليل الوقت المخصص للأسر والأطفال والرعاية الذاتية. المرأة التي تحمل عبء مسؤوليتيْن -أحداهما مهنية وأخرى عائلية- قد تجد نفسها تحت ضغوط كبيرة لتلبية توقعات كلتا الدورين.
- **توقعات ثقافية/: في بعض المجتمعات العربية، هناك تقاليد تؤكد على ضرورة وجود الأمهات لتقديم الرعاية الأوليّة لأطفالهن والصيانة المنزلية. الجمع بين متطلبات الوظيفة وخلق توازن عائلي ناجح يمكن أن يشكل تحدياً كبيراً خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يرغبن باحترام هذِه العادات والتقاليد.
- المنافسة بين الأقران: سواء أكانت منافسة ضمن فريق عمل أو حتى خارج حدود الشركة، المنافسة الشديدة داخل سوق العمل قد تتسبب بتزايد مستويات الضغط النفسي لدى المرأة التي تسعى لتحقيق نجاح احترافي بينما تحافظ أيضا على استقرار حياتها الأسرية.
- الحصول على دعم: الحصول على مساعدة خارجية مثل خدمات رعايات الأطفال المدفوعة الثمن أو الخدمات المنزيلة يمكن أن يساعد كثيرا في تخفيف الحمل الواقع على كاهل المرأة العملية لكن تكلفة هذه الخدمات قد تكون بعيدة المنال لكثير من الاسر ذات الدخل المنخفض نسبيا .
الاستراتيجيات للتخفيف من آثار "العمل المزدوج"
- تنظيم الوقت: استخدام أدوات إدارة الوقت بكفاءة مهم جدًا للسماح بالوقت الكافي لكل جوانب حياة المرء المختلفة. تطوير نظام جدول زمني واضح ومُلتزم به يسمح بقضاء وقت جودة مع العائلة أثناء الحرص أيضًا على تقديم أفضل ما لديك في وظيفتك.
- الدعم الأسري والزوجي: المحادثات المفتوحة والمشاركة الفعالة لجميع أفراد الأسرة حول الأدوار والمسؤوليات هي أمر حيوي لضمان شعور الجميع بالقيمة والاستقرار. دعونا لا نتجاهل الحديث حول كيفية تعاون الرجل جنبا إلى جنب مع شريكته امرأة تعمل خلال اليوم الطويل!
- الصحة النفسية والعناية بالنفس: إن الحفاظ على صحتهم النفسية وعاداتهم الصحية للجسد هي عوامل حاسمة لمنع تراكم مشاعر الإرهاق والإجهاد المستمر. تدابير بسيطة كتحديد أيام راحة منتظمة وتخصيص فترات للاسترخاء الذهني والجسمانيمارس الرياضة وغيرها ستكون لها تأثير كبير على قدرتك العامة على التعاطي مع ظروف الحياة الصعبة تلك.
- تعليم الأطفال: إدراج الأطفال منذ السن المبكرة بأدوار أبويه مختلفة وبإدارة اعمال منزلية صغيرة سيجعلهم أكثر تقديرًا لفوائد الاعتماد على الذات ورؤية كيف يساهم الآباء بنشاط داخل الصرح الجامعي الخارجي وصرح بيت مليئ بالحنان والحب معًا .
هذه مجرد أمثلة قليلة لاستراتيجيات محتملة لمساعدتنا جميعنا كمجموعة نسائية قوية تناضل لموازنة العمل/الحياة الخاصة بها بكل جد واجتهاد رغم كون الطريق أمامنا محفوف بالمخاطر ولكنه جميل بإمكاناته الواعدة نحو تحقيق توازن جديد مبنيٌ على الاحتراف والأسرة والسعادة الشخصية المؤمنة بالأهداف المجمع عليها والتي تزيد فرص نجاعتها عند تبادل الخطط واستشارتها باستمرار عبر التواصل المنتظم عبر وسائل الاتصال الحديثة الحديثة والفورية منها