لا بأس في أن ينوي الإنسان بصدقته أو زكاته نماء ماله والبركة فيه، فهذا لا يعتبر شركًا. وقد نبه الله على هذا في القرآن الكريم، حيث قال نوح عليه السلام لقومه: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمدكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا" (نوح: 10-12). كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم على عدم نقصان المال بالصدقة، حيث قال: "ما نقصت صدقة من مال".
وعلى الرغم من أن الأكمل والأفضل هو أن يفعل العبد العبادة ابتغاء مرضات الله فقط، إلا أن الله عز وجل جعل هذه الفوائد الدنيوية ترغيباً للناس، فإذا كانوا يرغبون فيها فسوف يقصدونها. ومع ذلك، فإن الاقتصار في أداء العبادة على رجاء الفوائد الدنيوية فقط يعتبر قصورًا في النية سببه تعظيم الدنيا ومحبتها في قلب من يفعل ذلك.
ومن المهم أن نلاحظ أن الله وعد من يريد حرث الآخرة بأن يزيد له في حرثه، كما قال تعالى: "من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب" (الشورى: 20). وهذا يعني أن من قصد الآخرة حصلت له الدنيا والآخرة.
في النهاية، يجب أن نذكر أن النية الصافية هي الأساس في قبول الأعمال الصالحة، وأن الله يقبل الأعمال التي تُقصد بها وجهه الكريم.