- صاحب المنشور: حذيفة بن شعبان
ملخص النقاش:في عصر التكنولوجيا المتسارع وتنامي متطلبات الحياة العملية، أصبح تحقيق توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية أمراً بالغ الأهمية. يواجه العديد من الأفراد اليوم ضغطاً كبيراً بسبب ساعات العمل الطويلة والرسائل الإلكترونية المستمرة التي تتجاوز حدود وقت الدوام الرسمي. هذا الوضع يمكن أن يؤثر بشدة على الصحة النفسية والجسدية للأفراد ويؤثر أيضاً على العلاقات العائلية والتفاعلات الاجتماعية.
من الناحية الاقتصادية، قد يتوقع بعض أصحاب العمل مستوى أعلى من الإنتاجية من موظفيهم إذا كانوا يعملون لساعات أكثر. لكن الدراسات الحديثة تظهر عكس ذلك تماماً؛ حيث تشير إلى أن زيادة ساعات العمل خارج نطاق الوقت المعتاد ليست دائماً تعني إنتاجية أفضل. بل إنها غالباً ما تؤدي إلى انخفاض التركيز والإرهاق الذهني مما ينتج عنه قرارات سيئة وخفض جودة العمل. لذلك، هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في ثقافة العمل الحاليّة لتعزيز بيئات عمل صحية تعطي الأولوية للرفاهية العامة للموظفين.
تأثيرات التوازن غير الكافي:
- الصحة الجسدية: يمكن أن يؤدي نقص الراحة والاسترخاء إلى مشاكل صحية مثل ارتفاع الضغط الدموي وأمراض القلب والسمنة.
- الصحة العقلية: الشعور الدائم بالإجهاد ومشاكل النوم والأرق هي أعراض شائعة لدى الذين يعانون من عدم التوازن بين العمل والحياة الخاصة بهم. هذه الأعراض غالبًا ما تقود لمشكلات نفسية خطيرة كتلك المرتبطة بالاكتئاب والفزع.
- العلاقات الشخصية: عندما ينصب تركيز الفرد بكامله نحو عمله، فإنه يغيب عن أهم جوانب حياته وهو الأسرة والأصدقاء. وهذا الغياب يؤثر بطبيعة الحال على نوعية هذه العلاقات وقد يصل الأمر لتدهورها مع مرور الزمن.
- الإنتاجية: كما ذكرنا سابقاً، فإن العمل لساعات طويلة ليس بالضرورة يعني المزيد من الإنتاجية. فقد أثبتت عدة دراسات أنه بعد فترة زمنية محددة (حوالي 40 ساعة)، تبدأ معدلات الإنتاجية بالتراجع حتى وإن استمر الشخص في العمل لمسؤولاته.
للحفاظ على توازن صحي، يجب وضع حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية. ويمكن تحقيق ذلك عبر تحديد توقيت مناسب للنوم مبكرًا كل يوم، ممارسة الرياضة المنتظمة، قضاء وقت ممتع برفقة أحبائك، وكذلك تعلم كيفية نقض الاستراحات أثناء الدوام الرسمي للاستجمام وإعادة شحن الطاقة للحفاظ على مستويات عالية من الطاقة والتركيز طوال النهار.
إن الوعي بأهمية هذا الموضوع واتخاذ خطوات عملية لتحقيق ذلك، ستعود بالنفع الكبير لكل فرد وجميع أفراد مجتمع العمل الذي يشعر بهذه التأثيرات أيضًا.