- صاحب المنشور: ألاء الشريف
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتسارع الذي أصبح فيه الاعتماد على التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ظهرت فرص جديدة لتعزيز الرعاية الصحية والنفسية. تتيح لنا التطورات التقنية مثل الذكاء الصناعي، الواقع الافتراضي، والأجهزة القابلة للارتداء مراقبة وتقييم وتحسين صحتهم العقلية بطرق لم تكن ممكنة سابقًا. ولكن رغم الفوائد الواعدة لهذه الأدوات الجديدة، فإنها تواجه أيضًا مجموعة معقدة من التحديات التي تحتاج إلى دراسة متأنية لحل المشكلات المحتملة وضمان الاستخدام الآمن والمفيد لها.
**التحديات**:
- الخصوصية وأمان البيانات: تعد القضايا المرتبطة بحفظ سرية بيانات المرضى ومواجهة الاحتيال الإلكتروني مصدر قلق رئيسي عند استخدام الحلول الرقمية في مجال الصحة النفسية. ويجب وضع بروتوكولات فعالة للحماية ضد تسرب المعلومات الشخصية أو سوء توظيفها لأغراض غير أخلاقية.
- الثقة والقبول الاجتماعي: قد يشعر البعض بمخاوف بشأن الدقة والعلمية الكافية لهذه الأنظمة المدعومة بتكنولوجيا عالية والتي غالبًا ما تعتمد على تحليل التعبيرات الوجهية وتعرف الأصوات وما إلى ذلك. ولتجاوز هذه العقبات، ينبغي إجراء المزيد من الدراسات العلمية لإثبات جدوى وكفاءة هذه الوسائل العلاجية الرقمية.
- التنوع الثقافي والإعاقات الجسمية: تتميز بعض المجتمعات بالمعرفة الضيقة بأحدث تقنيات الصحة الرقمية وقد يجد الأفراد ذوو الإعاقات الجسدية صعوبة في الوصول والاستخدام الأمثل لحلول الخدمات الصحية عبر الإنترنت. ولذلك، هناك حاجة ملحة لتوفير حلول رقمية متنوعة وشاملة تلبي احتياجات جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والثقافية المختلفة.
- الكشف المبكر للأزمات النفسية: بينما يمكن للتطبيقات المحمولة تتبع علامات التحذير الأولوية للاكتئاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وغيرهما من حالات الصحة العقلية الشائعة؛ إلا أنه ليس كل الأشخاص قادرين على فهم طبيعة تلك الرسائل التنبيهية بشكل صحيح مما يؤدي بعد ذلك إلى تفويت الفرص المناسبة للمعالجة المبكرة قبل اشتداد حالة الشخص المصابة.
**آفاق المستقبل**:
وعلى الرغم من وجود مخاطر ذات طابع خاص مرتبط باستعمال التكنولوجيا الحديثة ضمن نطاق خدمات الطب النفسي؛ إلّا أنّ الصورة العامة تبقى مشرقة بالنظر لما سيؤول إليه حال هذا القطاع العملي خلال الأعوام المقبلة حيث ستظهر عدة اتجاهات بارزة وهي كالآتي:
- دمج الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج أكثر دقة واستهدافاً فيما يتعلق بالإرشادات الطبية المقدمة لكل فرد بناءً على ملفاته الشخصية الخاصة به وبالتالي تجنب التركيز الجامد والحلول العشوائية المعروف عنها عدم فعاليتها لدى معظم مرضى الصحة النفسية الذين يعانون مما يعرف "بالتشخيص" الخاطئ".
- تطوير محاكاة بيئات اجتماعية افتراضيه بهدف تدريب المرضى على مواجهة مواقف مشابهة لتلك التي ربما تؤثر بالسلب عليهم خارج العالم الافتراضي نظراً لصعوبتها وقدرتهم المحدودة على التأقلم معها داخله بسبب محدوديته مقارنة بالعالم الخارجي الواسع .
- توسيع نطاق التواصل المهني بين فرق العمل داخل المجالات المتخصصة بهذا النوع من رعايه الصحه وذلك باستخدام شبكة الانترنت كوسيلة فورية وفعاله لنشر المعلومه والمعارف الجديده حول اي تقدم يحدث سواء كان علمياً أم طبياً أم حتى معرفياً متعلقا بالأسلوب المثالي للاستشارة وزيارات مراكز تقديم خدماته الاحترافيه.
بغضّ النظر عمّا سبق ذِكره أعلاه ، يبقى هدف الجميع منذ بداية انطلاق ثوره الاتصالات وتبادل خبرات المعرفه -حتى يومناالحاضر – يتمثل اساساً برصد الاخطاء السابق ذكرها اعلاه ومن ثم البحث عن طرق مناسبه للقضاء عليها قدر الامكان ليسهل بذلك الطريق لتحقق اهداف مجتمعنا بكافة اطيافه المختلفه ومساهمته بالمستوى الأمثل لمنظومات المساعدة الذاتيه المؤتممه ذات الطبيعه الطبيه الاساسيه والتي تستعين بالتكنولوجيا كمصدر موثوق للإصلاح والتطوير المنتظم لسيرورة حياة الافراد والس