"التسامح الديني: جسرٌ بين الثقافات"

**تحليل النقاش**: تناولت المحادثة موضوع التسامح الديني باعتباره مسعى إنسانيّ حضاريّ أساسيّ، حيث تم التأكيد على أنّ العديد من الديانات العالمية ترقى ب

تناولت المحادثة موضوع التسامح الديني باعتباره مسعى إنسانيّ حضاريّ أساسيّ، حيث تم التأكيد على أنّ العديد من الديانات العالمية ترقى بذاتها إلى قيم مشتركة تتمثل في الحب والسلام والرحمة والعَدْل. لكن، وبقدر هذا التشابُه الروحيِّ العميَق، برز استخدام الدين كأداةٍ للنزاعات عوضًا عن رمز السلام، مما يؤكد على الحاجة الملحة لتغيير المنظور نحوه.

تم طرح رؤى متنوعة خلال الحديث. بدأ الأمر ببدرية بن زيدان موضحةً ضرورة تركيز الجهد على تعزيز التواصل الحضاري المستند إلى احترام التنوُّع الثقافي والديني، واستبعاد الإصدارات الضيقة للأفكار التي تغذّي سوء الفَهْم والشقاق. ثم جاء بعد ذلك مدخل غنى بن العابد مؤكداً على وجود اضطراب واضح ينبع من الطرف البشرِي بقدرته على التحريف والاستغلال السيء للمصادر الدينية الأصلية التي تدعو بالحقيقة للسلوك المطابق لقيم السلام والمساواة والاحترام المتبادل.

وقد تطرق عبد الغفور الموريتاني لاحقاً لأهمية التربية الرسمية ووسائط الاعلام كعامل رئيسيين في تحديد طبيعة التجارب الشخصية تجاه المواضيع الدينية وتقوية الشعور العام بالإيجابية منها. أخيرا، تناولت ياسمين الفاسي الجانب الذي يشير فيه البعض الخطأ نحو الدين باعتباره المجرم الرئيسي فيما يحدث من خلافات؛ بينما الواقع أن المشاكل تكمن بالأفهام الشخصيّة المتحيزة للنصوص والتي تغفل الرسائل الرئيسية حول التفاهم الحيادي والتقبل للعيش مع اختلاف الرؤى والقناعات الأخرى.

وفي الختام، يبدو الاتفاق واضحا ضمن المشاركين حول نقطتين رئيسيتين: الأولى تتعلق بأهمية النظر الى الديانة كأساس لاتصال ثقافي عميق وعلاقة انسانيه إيجابيّة طالما أعطي لها القراءة المرونة اللازمة لفهمه عالميا خارج حدود المصالح الذاتيه; أما الثانية فهي ضرورة زيادة الوعي لدى الجميع حول المقاصد الأصيلة للديانة بالإضافة لحماية حرية المعرفة وانتشار المعلومات الحقائقية داخل المؤسسات الأكاديمية والإعلامية كي تستطيع مواجهة أي صورة نمطية سابقة أو مغرضة عنه. لذلك يمكن اعتبار البحث المستمر نحو المزيد من التقارب بين المختلف دينيا امتداد طبيعي لهذه المساعي الحميدة.


رندة التواتي

3 مدونة المشاركات

التعليقات