في عالم مليء بالأسرار والعجائب العلمية، تتميز الفيزياء كواحدة من أكثر الفروع تعقيداً وعمقاً. بدءًا من نظريات أرسطو القديمة حول حركة الأشياء حتى رياضيات آينشتاين المتقدمة، شهدت هذه الدراسة التي تركز على طبيعة المادة والطاقة تطورًا هائلًا على مر الزمن. اليوم، نستعرض بعض المحطات الرئيسية في تاريخ الفيزياء ونستكشف كيف ساهم كل منها في الصورة الشاملة لما نعرفه عن الكون.

الأصول اليونانية والفلسفة القديمة

بدأت الرحلة نحو فهم العلاقة بين الجسم والحركة مع أفكار الفلاسفة القدماء مثل أرسطو الذي اقترح أن لكل جسم سرعة طبيعية مرتبطة به وأن الحركة تتوقف عندما يصل الشيء إلى تلك السرعة الطبيعية. ومع ذلك، كانت هذه النظريات غير قادرة على تفسير ظاهرة سقوط الأجسام بسرعات متغيرة حسب كثافتها.

ثورة نيوتن وجاذبية الكون

مع اختراع الرياضيات الحديثة وبروز علماء عظماء مثل إسحاق نيوتن، تغير وجه الفيزياء بشكل جذري. نشر "أصول فلسفة الطبيعة ماتيماتيكيا" عام 1687 والذي قدم قوانين نيوتن للحركة والقانون العالمي للجاذبية. هذه القوانين توفر وصف دقيق لحركات الأجرام الفلكية والأرضية بما فيها حركة الأقمار الصناعية والشمس والكواكب الأخرى.

الثورة الثورية الميكانيكية الكمومية

انتقل العلماء من ميكانيكا نيوتن الواضحة نسبياً إلى عالم غريب ومربك يسمى بميكانيكا الكم خلال القرن العشرين. أدّى اكتشاف فوتون الضوء (بوهير) وبيانات التجربة الشهيرة لتأثير كومpton دويترونز (كومپتون) إلى وضع أسس النظرية الجديدة للميكانيكا الكموميّة والتي تصف العالم الذرّي والجزيئي بكل تفاصيله الغريبة المتعلقة بـالعشوائيّة والتراكب الكموي وغيرها الكثير مما يجعلها تبدو عصية على الفهم البشري التقليدي للأمور.

النسبية الخاصّة والعامّة لأينشتاين

وأخيراً وليس آخرًا، جاءت نظرية ألبرت أينشتاين للنسبية الخاصة عام ١٩٠٥ والنظرية العامة لها لاحقا والتي أثرت عميقاً بفهمنا لكيفية عمل الزمكان وكيف يمكن ان تحول الطاقة والمادّة لإحدى الأخرى وفقا المعادلE=mc2 الشهير جدا لهذه الفترة التاريخيه المؤثرّه في حضارة البشر. فتم هدم الظروف المكانية والثلاث زمنيا المطلق سابقا ليحل محله نظام نسبي شكّل أساس شاعريتي الكونية الحاليَّة المبنيَّة عليها جميع توقُعات ورصداته الحديثه كذلك .

إن تاريخ الفيزياء ليس مجرد تسلسل منطقي للعلم؛ إنه قصة مثيرة للتقدم الإنساني وفهمه المستمر لعالمنا المذهل.