- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبحت التكنولوجيا ركيزة أساسية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية. قد شهدت العديد من البلدان الناشئة نمواً ملحوظاً بفضل الاستفادة الفعالة من التطبيقات المتقدمة للتكنولوجيا. هذه الدراسة ستركز على كيفية قيام الدول مثل الهند والصين وكوريا الجنوبية بتسخير قوة التكنولوجيا لتحقيق الإزدهار الاقتصادي.
البنية التحتية الرقمية كمحرك رئيسي
البنية التحتية القوية التي توفر الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة والاستثمار الكبير في البحث والتطوير العلمي هما الأساس الذي بنيت عليه نجاح هذه الدول. فعلى سبيل المثال، قامت الصين ببناء واحدة من أكبر شبكات الجيل الخامس في العالم، مما يمكن الشركات والمؤسسات الحكومية من العمل بكفاءة أعلى. كما أدى التركيز الصيني على الابتكار والبحث والتطوير إلى ظهور شركات تكنولوجية رائدة عالمياً مثل Huawei وTencent وAlibaba. هذا النهج وضع البلاد في المقدمة ليس فقط في مجال الاتصالات ولكن أيضاً في قطاعات أخرى تعتمد بشكل كبير على البيانات الضخمة والحوسبة السحابية.
الاقتصاد القائم على المعرفة
إن التحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة يشكل جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات التنمية لدى الكثير من البلدان الناشئة. فبدلاً من الاعتماد فقط على العمالة اليدوية ذات الأجر المنخفض، تسعى هذه الدول لجذب الاستثمارات وتوفير بيئات مواتية للشركات التقنية المحلية والعالمية. وفي كوريا الجنوبية، مثلاً، ساعد دعم الحكومة للسوق المالية والأبحاث الأكاديمية في خلق صناعة تشغيلية ناجحة للغاية ومتنوعة تضم Samsung Electronics وLG وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، تعمل حكومة البلد على تعزيز التعليم الإلكتروني لضمان وجود جيل جديد ذو مهارات عالية يستطيع التعامل مع تحديات سوق العمل المستقبلي.
نشر الخدمات الرقمية للمواطنين
لعب اعتماد التقنيات الحديثة دورًا محوريًا أيضًا في تحسين نوعية حياة المواطنين في تلك المناطق. حيث أتاحت أنظمة الدفع عبر الهاتف النقال وإدارة الهوية الرقمية خدمات مصرفية أكثر سهولة وأمان لمجموعات واسعة من السكان الذين ربما كانوا غير قادرين سابقًا على الوصول إليها. وقد حققت الهند تقدمًا هائلا هنا من خلال مشروع Aadhaar الوطني وهو نظام رقمي لإصدار شهادات هوية للأفراد باستخدام بصمات الأصابع وبصمات الوجه، والذي أصبح منذ ذلك الحين أساسا لبرامج الدولة الرئيسية لتقديم المساعدات الاجتماعية والدعم. وهذا يوضح كيف يمكن لهذه الأدوات الذكية تغيير المجتمعات بطرق عميقة وملموسة.
الآثار المحتملة على مستوى العالم
تعكس تجارب هؤلاء البلدان أنه عندما يتم استخدامها بحكمة، فإن تقنيات اليوم لديها القدرة على تحقيق تغيرات اجتماعية واقتصادية جذريّة. إلا أنها تسلط أيضا الضوء على بعض المخاطر المرتبطة بالاعتماد الزائد عليها؛ فقد يؤدي عدم مواءمتها مع القيم الثقافية والمعايير الأخلاقية المحلية إلى تداعيات سلبية. لذلك، ينبغي النظر بعناية في أي تطبيق مستقبلي لها وضمان توافقها مع هيكل كل مجتمع قبل تبنيها.