في موضوع زكاة الفطر، يناقش العلماء المسلمون قضية مهمة تتعلق بتنوع الأنواع المستخدمة عند أدائها. وفقًا للشريعة الإسلامية، يجب دفع صاعٍ من أحد أنواع محددة من الغذاء كالبر أو الشعير أو الزبيب أو التمر كمقدار زكاة الفطر. ولكن ماذا يحدث عندما يرغب الشخص في إخراج صاع مختلط من أكثر من صنف غذائي؟
يتباين الرأي بين علماء الدين المسلمين بشأن هذه المسألة. فالجمهور الأول، الذي يشمل الشافعية وظاهرية مثل ابن حزم، يؤكد عدم قبول الطريقة المختلطة. يُستنبط رأيهم بناءً على تعاليم القرآن والسنة التي تحدد أنواعاً محددة للغذاء، وبالتالي فإن الجمع بين عدة أصناف مختلفة قد يعد مخالفاً لما جاء في الوحي.
على الجانب الآخر، هناك جمهور ثاني يدافع عن مشروعية الجمع بين الأصناف الغذائية المختلفة لإخراج زكاة الفطر. هؤلاء هم الحنفية والحنابلة الذين يركزون على تحقيق المعنى الأساسي المقصد من زكاة الفطر؛ وهو توفير الاحتياجات الأساسية للمحتاجين وتنقية نفوس الدافعين لها.
بعد مراجعة الآراء واستقراء الأدلة، يمكننا اختيار تأييد موقف الجمهور الأول، أي الشافعيّة فيما يتعلق بهذا الأمر تحديدًا. وذلك بالاستناد إلى النص القرآني والنبوي الثابت، الذي حدد بشكل واضح الأنواع المقبولة لزكاة الفطر. بالتالي، إذا قام شخص بإخراج صاع غير متجانس من عدة أصناف مختلفة، فلن يكون ملزماً بما جاء في التعاليم النبوية. إنه مجرد رأي شرعي وليس إلزامياً لكل فرد؛ فهناك حرية الاختيار ضمن حدود القوانين الشرعية المطروحة أمام المؤمنين.
وفي نهاية المطاف، يبقى هدف زكاة الفطر ثابتاً عبر جميع الأقوال والنظريات القانونية: تطهير النفوس والتوسط الاجتماعي بخدمة الفقراء والمحتاجين في المجتمع.